دراسة: ChatGPT يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟ في وضح النهار.. سرقة كنز وطني من متحف فرنسي دراسة تكشف علاقة غريبة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم العالم الهولندي يتنبأ بزلزال عظيم بعد العاصفة لأول مرة بالموعد و المكان خلال ساعات بهذه البلاد الموجة الباردة تستمر نصائح وتحذيرات من الأرصاد الجوية" بيان صادر عن ديوان أبناء مدينة السلط في العاصمة عمان (تحت التأسيس) جيش الاحتلال يشن سلسلة غارات جديدة على بيروت الزراعة الذكية... تقنيات حديثة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في ظل النمو السكاني والتغيرات الإقليمية اللقيس: المنخفضات كتل ضخمة من السحب وتأثير مفاجىء ل"عدم الاستقرار" يارا بادوسي تكتب : حادثة الرابية: التهويل الإعلامي وتأثيره على صورة الأردن الاقتصادية أحمد الضرابعة يكتب : عملية الرابية.. فردية أم منظمة ؟ حسين الجغبير يكتب : بهذا لا نسامح زراعة الوسطية تدعو أصحاب آبار تجميع مياه الأمطار لتجهيزها بلدية الكرك تعلن حالة الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض عربيات : سلامة رجال الأمن واجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي واجب مقدس مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية نتائج مثيرة في البريميرليغ والليغا.. فوز ليفربول القاتل وتعادل فياريال مع أوساسونا صالح سليم الحموري يكتب:جراحة ذاتية لعقلك محمد حسن التل يكتب :نقطع اليد التي تمتد الى أمننا ..

انماط التعاون المشترك بين السلطات

انماط التعاون المشترك بين السلطات
الأنباط -

بهدوء

 

عمر كلاب

 

 

في حضرة الغياب السياسي والتصحر القائم في الحالة السياسية , تبدو المصطلحات السياسية ضربا من الخيال واقرب الى مفهوم النكتة , منها الى الواقع الحياتي , وتتكرس هذه القناعة كلما استمع المراقب الى تصريحات بعض الوزراء وتصريحات بعض النواب , او وللتوسع في قراءة المشهد تصريحات السلطات القائمة , عن التعاون والتفاهم لمصلحة البلاد والعباد .

 

ولمزيد من الدلالة على المشهد ولتثقيف الفكرة , فإن علاقة تعاون مشترك كانت قائمة بين محطات المحروقات قديما واصحاب محلات الميكانيك , بحيث تقوم محطات المحروقات بخلط المياه مع المحروقات فتتعطل المركبة , ويضطر المواطن الى الذهاب الى اول ميكانيكي لاصلاح العطل , والحصيلة ان محطة المحروقات تستفيد وكذلك الميكانيكي , وظل هذا التعاون المشترك قائما الى ما قبل دخول مؤسسات الرقابة وضبط الجودة او مؤسسات المواصفات والمقاييس .

 

بعد خطبة العرش , سمعنا كلاما ايجابيا من السلطتين التشريعية والتنفيذية عن التعاون المشترك وعن روح الفريق , بحيث بدت الامور اكثر من طيبة , قبل ان تعود المسننات الاصلية الى الاحتكاك مباشرة وقبل ان تبرد التصريحات الجميلة بين الطرفين , فالنواب حصلوا على هدنة مع عمال البلديات والحكومة قامت بإعادة 17 مؤسسة مستقلة الى حظيرة الموازنة , دون تفاصيل توضح شكل العودة ومقدار الوفر من عدمه , والنواب لم يتحصلوا على معلومة واحدة تثري حوارهم مع قواعدهم , والغائب ظل قانون العفو العام الذي ينتظره المواطن .

 

فالعفو بلا اب حتى اللحظة وهذا سيكلف الخزينة مزيدا من التلكؤ في دفع المستحقات , والمواطن سيبني امالا , بل اعرف كثيرين استهلكوا مبالغ كانت مرصودة لغرامة الخادمة على امل العفو , وترخيص المركبات شبه متوقف بانتظار العفو واثاره وثمة سجناء يحلمون مع ذويهم والقائمة تطول , فالتعاون المشترك بين السلطتين لم يترك علامة ايجابية على المواطن الذي ما زال ينتظر تعاونا من اجله لا تعاونا عليه .

 

كثيرة هي المصطلحات السياسية القابلة للنسخ على شاكلة التعاون المشترك , وكثيرة هي مساحة التجريف في العلاقة مع المؤسسات الرسمية واكثر منها منسوب التصحر في الوعي الرسمي والشعبي , فكل تصريح لوزير يحتاج الى اطلاق ضحكة مجلجلة , خاصة الوزراء الجدد الذين يقدمون انفسهم بصورة اقرب الى مفهوم الانقلاب منهم الى اكمال المسيرة او التواصل مع البرنامج السابق , لان البرامج مفقودة في اعمال الوزارات والسائد هو الانقلاب الوزاري الذي يحضر في كل تعديل او تغيير .

 

التعاون المشترك تغيرت اشكاله لكن المضامين بقيت ثابتة , فالمزود للمحروقات ما زال متعاونا مع الميكانيكي , ولكن بطريقة مختلفة , وما زال المواطن يدفع الثمن من جيبه الذي يعاني من انيميا حادة , وكل اقتراب بين السلطات اما لتحقيق منفعة ذاتية او لتحقيق مصلحة , والجميل ان هذا التعاون المشترك قوي ومتين ولا يتغير بتغير المجالس والحكومات , بل تتغير الشخوص المستفيدة , فالنائب المؤثر في حكومة سابقة يفقد تأثيره في الحكومة التي تليها .

 

خطاب العرش كان واضحا , العمل لمصلحة البلاد والعباد , وهذه ليست دعوة ملكية جديدة , حتى تتباغت الحكومة وتبدأ باعداد خارطة طريق لتفعيل المنطوق الملكي , بل هي دعوة الملك المستمرة , وعلى الحكومة القائمة ورئيسها الذي نراهن عليه ان يخرج من التعاون المشترك القائم الى تعاون حقيقي من اجل البلاد والعباد// .

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير