د. أيّوب أبو ديّة
لتعميم الفائدة وتوسيع دائرة الحوار البنّاء نلخص في هذه المقالة الحوار الذي دار حول فاتورة الكهرباء والذي نشرته وزارة الطاقة مع الإعلامية المعروفة هناء الأعرج على فضائية الأردن اليوم، حيث تمت مناقشة ثلاثة بنود هي: فلس الريف ورسم التلفزيون وفرق سعر الوقود.
في البداية كان ضرورياً الحديث عن إيجابيات الفيديو الذي أطلقته الحكومة، وأولاها أنه دليل على شفافية أكبر في العلاقة مع المواطن، ومن الجوانب الإيجابية الأخرى أنه يعفي الشرائح المتدنية (استهلاك كهرباء أقل من 300 كيلواط شهرياً) من فرق سعر الوقود. ولكن للأسف ما زالت جباية فلس الريف مستمرة وقد بلغت 17.50 مليون دينار سنوياً على غير وجه حق، لأن الريف قد تكهرب منذ زمن بعيد. لذلك من الأولى أن يخصص هذا المبلغ لتوفير سخانات شمسية للطبقات الأقل حظاً لتحسين ظروفهم المعيشية والصحية.
أما رسوم التلفزيون فمن الأولى أن تخصص كذلك لخدمة المواطن عملياً لأن وسائل الإعلام الرسمية هي لخدمة سياسات الدولة بالدرجة الأولى؛ وإذا كان لابد من ذلك فليوزع هذا المبلغ على كافة أجهزة الإعلام من فضائيات وصحف ومواقع إلكترونية، وذلك إذا رغبت الحكومة في توسيع المشاركة الشعبية في النقد وإبداء حرية الرأي، لأن ذلك هو صمام الأمان للأمن المجتمعي والاستقرار السياسي.
وفيما يتعلق بفرق أسعار الوقود، فمن المعلوم أن الارتباط بين سعر برميل النفط والغاز قد انفك منذ عقد من الزمن على الأقل عندما وصل سعر برميل النفط إلى مبالغ فلكية لامست 148 دولاراً للبرميل في تموز عام 2008، ومنذ ذلك الوقت، وبفعل اكتشافات الغاز الكبيرة في العالم واتساع صناعة الغاز الصخري نطاقاً، وبخاصة في الولايات المتحدة والصين وكندا.
ومن الدلائل على فك الارتباط أن سعر الغاز في السنوات الماضية لم يراوح مكانه عالمياً بينما سعر النفط ما زال يتذبذب صعوداً وهبوطاً، لذلك فإن العقود الطويلة المؤجلة الموقعة مع شركة شل وغيرها من شأنها أن تتناقض مع فكرة تغريم المواطن فرق أسعار الوقود، وبخاصة عندما وصلت نسبة الغاز في توليد الكهرباء نحو 90%.//