تقوم فلسفة الحفاظ على المنجزات على معادلة الادراك والاستدراك وفق نظرية ادراك الفعل واستدراك العمل حيث تندرج رسالة الحفاظ على المنجز بتقييم مكانه ومكانته في مسيره البناء وتحسب بواقع الاداء النسبي للاستهداف كما تقدر القدرة على الانجاز بمدى المقدرة على التاثير برفع العامل الذاتي ومدى الايجابية التي تم تحقيقها في البيئة المحيطة الموضوعة في حماية العمل من جهة وفي التمهيد لبناء الفعل القادم من جهة اخرى والذي يمكن استدراك درجة نجاعته عبر مجسات مجتمعية أو سياسية تسهم باعادة توظيف الفعل في المكان الافضل او فى ظرف زماني ادق. ولان البيئة المحيطة للفعل لها اهمية لا تقل عن مقتضيات اهمية العمل ومكانته فان العمل على ايجاد مناخات ايجابية تصون العمل او تحمي الفعل تتطلب فهم نظرية التضاد القائمة على الاشغال فان لم تقم بإشعال المساحات الموجبة التي تسترعي القبول فان السلبية ستسود وستكون نتائجها عدم القبول مهما كانت دوافع الفعل مبررة موضوعيا او تحمل أهمية استراتيجية. وحتى نمكن الفعل من الوصول للاستهدافات المتوخاة فان الامر يتطلب الشروع بوضع استراتيجية عمل تتعاطى مع الواقع دونما اصطدام على تبني سياساتها على ارضية عمل تقوم على الحوار وتستند إلى ما يلي: اولا: العمل على ابراز دور رسالة الفعل في تحقيق عمل منفعي للصالح العام من خلال ابراز الجوانب الإيجابية من جهة وتقديم الجوانب التي قد تحسب سلبية من جهة اخرى من خلال طريقة تقديم موضوعية علمية تراعي اهمية تبسيط التصور لتوضيح الصورة. ثانيا: اختيار الفريق القادر على إيصال الرسالة فان درجة قبول الفريق توازي مكانة قبول الرسالة وتفوق احيانا وهذا مرده للانطباع العام السائد للمتلقي من قبل. ثالثا: العمل من اجل حوار قائم على احترام العقول، فاننا نعيش في عصر الفضاء المكشوف لذا كان التحلي بالمصداقية متطلباً اساسياً في بناء منطق قويم وكما نتعامل مع عالمين واحد وجاهي واخر افتراضي وان كان درجة التأثير الافتراضي سريعة لكنها انية فان مكانة التأثيرالوجاهي عميقة واستراتيجية لذا كان العمل بالحوار الوجاهي افضل في تمتين الجبهات الداخلية خصوصا في المجتمعات الصغيرة لسهولة التنقل والإلتقاء. رابعا: المواءمة بين التوجه السياسي وتوجيه المجتمعي في ظل الفوارق المعيشية والأولويات السكانية في المناطق الجغرافية وعند الهويات الفرعية المشكلة لميزان المتطلبات الاجتماعية. خامسا: استخدام وسائل الاتصال غير المباشر عند الاقدام على الفعل والتواصل المباشر عند الشروع بالفعل على ان تحمل ذات الرسالة مع تأكيد اهمية الاستجابة لردات الفعل الشعبية في اعادة بلورة او صياغة بعض النقاط التي يمكن اعادة التموضع في بعض جوانبها. سادسا: استخدام الوازع المجتمعي الثابت الذي يضع الاطار العام لدرجة الاتزان الوطني فان في ابراز الوازع الوطني الجامع مكانة مهمة في الحفاظ على اطار الهوية الجامعة قد تطغي على الوازع الاثني او المناطقي اذا ما تم تجسيدها بعدالة وتعتبر الاساس في بناء مجتمع المواطنة والذي يعرف مجتمع المعرفة. سابعا: ايجاد استراتيجية اعلامية تقوم على مجابهة ومواجهة الإعلام المحيط باستجابة سريعة ما امكن فان بناء منازل التأثير تستقر في واقع التفكير ما لم يكن رد يبددها وهذا يتطلب انشاء مركز اعلامي مستقل يوجهه ويقوم على المتابعة ويسعى إلى التأثير ويقوم على تحصين رسالة المجتمع. صحيح ان هنالك أخطاء في المشوار الطويل في بناء مجتمع المعرفة وصحيح ايضا ان الظرف الموضوعي يؤثر على الواقع المعيشي وخلق حالة من عدم الثقة لكن وما هو صحيح ايضا ان الاردن بات من اقوى الدول العربية وان نظامنا السياسي مع كل الضغوط استطاع أن يعبر بسفينة الوطن الى بر الامان بكل منجزاتنا العامة ومكتسباتنا الخاصة ومازال المجتمع الأردني يعيش مناخات الديموقراطية والحرية ومازلنا نعيش اجواء الاسرة الأردنية المتحابة وان كان من حقنا أن نتطلع للمزيد من الإنجازات لكن يجب ان لا يكون ذلك عبر الانتقاص مما تم انجازه والحفاظ عليه كمنجز وطني يدعم حركة بناء الامة ويسهم في الذود عنها وعن قضاياها. * الأمين العام لحزب الرسالة الأردني dr.hazemqashou@yahoo.com