المهندس هاشم نايل المجالي
ينصرف ذهننا عند ذكر الفوضويون الى فلسفة العبث وتيارات الفوضى والمواقف المتشككة والتي تبقى سجينة التأويل ناقصة للحقائق تريد ان تذهب بالفكر الى التمرد والنفور من الحياة .
يهون السلوك الفوضوي الناتج عن الشعور بالنقص الذاتي علواً وانخفاضاً يرتمون في احضان من يدفع لهم اكثر بجعجعة التحزبات وطنطنة الشعارات ، ولا يقومون ( ولا يقولون ) الا بالتحريف والتزييف وكل اغراضهم مركزة على نشر الفوضى المعلوماتية وزرع الفتنة ، ويشعروك وهم يتحدثون بجمالية الفوضى انطلاقاً من معطيات فلسفية مخربة ، فهم اصحاب فكر فوضوي حيث ان لديهم حيز كبير من الفراغ يملأونه بالعبث دون جدوى فهم في ازمة الغموض والوجود وازمة الروح ببعدهم عن وطنهم واهلهم فليس هناك من يؤيدهم وملفاتهم مليئة بالفساد وبشتى انواعه .
وكلنا يعلم ان الفوضوية أو اللاسلطوية كانت حرية للشعوب قبل ان يكون هناك حكم منظم اي بدون حكام ، وكان هناك من يؤيدها فهي زراعة للفتن والقوي يأكل الضعيف والشللية على الفردية والمحسوبية الزامية ، فهناك من يعتبر ان التنظيمات او التكتلات والمناكفات انها وسيلة للتحرر من الجمود او الأزمات وهذه ستودي حتماً الى فوضى صدامية وعنفية ودموية كما حدث في العديد من الدول العربية ، كونها تشجع عبر العديد من الوسائل الى تثمين الفردية كسبيل لحل الازمات ، وهذا النهج اتبعته تنظيمات ارهابية وحتماً هذا النهج لن يؤسس لغد مشرق .
فكل شيء يجب ان يؤسس بشكل توافق طوعي بين اشخاص متساوين في الحقوق والواجبات وبعدالة اجتماعية لكن ذلك لن يتحقق في ظل وجود فوضى في سياسات اقتصادية وضريبية متضاربة وتفاوت طبقي سائد ، حيث افلست المشاريع المتوسطة والصغيرة التي عجزت عن مواجهة حجم الضرائب وحجم ارتفاع اسعار الكهرباء والماء وغيرها ، وعجزت عن مواجهة اصحاب النفوذ ومصالحهم حيث اصبحت الثروات تتركز في ايدي فئة قليلة صاحبة نفوذ تسبب الفوضى انضوت تحت مظلتها العديد من الايدولوجيات لمناهضة الحكومة والدولة بشكل عام واصبحت تنشر افكاراً ومفاهيم جديدة متضاربة ومهاترات وتزييف بالمعلومات وفبركة اعلامية ونقد غير بناء لسياسات الحكومة ، ولاشخاص الحكومة وضعت الكثير في مأزق قانوني رسمي بسبب القوانين التي سنتها الجهات الرسمية وتركت اثراً سلبياً واتيحت الفرصة بذلك لنمو فوضى اعلامية مستوردة من الخارج ، وهم فوضويون جدد ينضوون تحت لواء شخصيات تتصارع واجهزة لا تحب الخير لهذا الوطن ولا تحب الامن والاستقرار همها زرع قصص الفتنة ولها تأثير على المشهد الثقافي والفكري اصبح لها ثماراً مسمومة .
فهل هذه الفوضى من قبل هؤلاء الفوضويون ستواجه من قبل فوضى مضادة يقودها مثقفون ومفكرون عبر تبني مشاريع حقيقية تضحض كل ادعاء مثير للفتنة وتنور الفرد بما هو حقيقي بدل خلخلة المسلمات والواقع .
وكلنا يعلم ان هذه الفوضى التي يخلقها الاعداء مهما كانت على كافة الصعد الاعلامية فهي تبقى صغيرة وقصيرة العمر امام مواطن منتمي لوطنه واعي ومدرك لكل هذه الممارسات ويعلم ماذا حل بشعوب اتبعت الفوضى السياسية والاجتماعية لتعيش كابوس القتل والدمار والحرب الاهلية .
ان مفاتيح المستقبل بيد المسؤولين المثقفين والمفكرين والشباب الوطني ، وليس بيد من يفضل ان يعيش من المتنفذين والمسؤولين في بروج عاجية بحثاً عن الشهوات والملذات .
ان الفوضى الانسانية لا تقل خطراً عن الرأسمالية المتوحشة ، لان هناك توق غريزي للفرد الذي يعاني من صعوبات معيشية وحياة عملية يقودهم الى متاهة مخفية يلعب على وترها الاعداء من كل مكان ليعيش الفرد بالمحصلة في سجنٍ مقفلٍ لا يعرف اين مصيره سيكون .
فلا بد من مواجهة شعبية خاصة من المثقفين والواعين والمدركين لمآرب هؤلاء الشخصيات الاعلامية المأجورة التي تبث سمومها من الخارج عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها ، كذلك تسعى لغسل عقول شبابنا وزرع معلومات فيهم لا تمت بالتاريخ ولا بالواقع اي صلة ، بل تسعى لتمرد الشعب على قيادته التي يجمع عليها الشعب بقيادة التغير نحو الاصلاح والنهضة لتقتل روح اليأس وتقاوم النزاعات والصراعات وليكن الحوار البناء هو سبيلنا الفكري .
hashemmajali_56@yahoo.com