زاوية سناء فارس شرعان
تكتسب حماية البيئة اهمية خاصة في دول العالم الثالث حيث التلوث المائي والهوائي وتسرب الملوثات الى مشاريع الصرف الصحي والمصانع كما ظهر مؤخرا في لبنان حيث سببت النفايات تلوثا كبيرا لم يقتصر على تلوث البيئة انما تعتمد في ذلك الى مجاري الانهار وخاصة مجري نهر الليطاني اكبر نهر في القطر الشقيق الذي تبدو مياهه في غاية السواد جراء التلوث …
ومن البيئات الملوثة مجاري الانهار في جنوب العراق التي اصيب بالتلوث ما ادى الى اصابة مئات المواطنين بالتسمم جراء التلوث حيث تعكف الجهات المختصة على اجراء الدراسات المكثفة بالاستعانه بالخبراء الاجانب لمعرفة اسباب التلوث لمعالجته.
وفي الاردن حيث تشكل الصحراء مساحة شاسعة من مساحة البلاد علاوة على ان الاردن يعتبر من افقر دول العالم مائيا يخشى من تلوث البيئة بسبب الانتشار العشوائي لمقالب النفايات وقلة مشاريع حماية البيئة والمحافظة عليها ما عرض البادية الاردنية الى التلوث خلال حرب الخليج بسبب احتراق البترول والقصف المدفعي والصاروخي وانفجارات القنابل.
حرب الخليج حدت بالامم المتحدة الى دراسة المناطق التي اصيبت بالتلوث بما فيها البادية الاردنية التي انتشر فيها الغبار والدخان.
الامم المتحدة قررت منح الاردن ١٨٠ مليون دينار لاقامة عدد من المشاريع ذات العلاقة بحماية البيئة والمحافظة عليها وتم تسليم المبلغ لوزارة البيئة التي اعدت عددا من المشاريع لتنفيذها في البادية منذ ما يزيد على عشرة اعوام.
ورغمن انقضاء هذه الفترة لم نر ايا من مشاريع البيئة قد وجد طريقه الى حيز التنفيذ وتتكتم الوزاارة في الحديث عن المبلغ الذي تسلمته من الامم المتحدة لاقامة مشاريع لحماية البيئة..
وتشير الدراسات الى ان من بين المشاريع التي وصفت لها دراسات مكثفة للمباشرة بتنفيذها اقامة مشروع للاعلاف والنباتات الشجرية التي تقاوم الزحف الصحراوي وتحافظ على التربة من الانجراف وتعطي سطحها وتحول دون حركة الرياح لنقل الرمال من منطقة لاخرى علاوة على زراعة النباتات الرعوية لرعاية الماشية والابل واقامة عدد من مشاريع الحصاد المائي كالحفر والسدود الترابية لري الاشجار البرية وسقاية الثروة الحيوانية.
ومن مشاريع حماية البيئة عدد من مشاريع مقاومة الزحف الصحراوي في جنوب الاردن من خلال تأجير اراض زراعية باسعار زهيدة مع توفير المياه لري المزروعات وزراعة الحبوب كالقمح والشعير والخضار ومساعدة الشركات على تصدير منتجات الاسواق الخارجية عن طريق لبنان وتركيا بالاضافة الى زراعة البطاطا والباذنجان والبندورة وهي محاصيل تجود زراعتها في المناطق الصحراوية التي تتوفر فيها المياه…
ورغم ان الحكومة تؤجر المئات من الدونمات للشركات الزراعية في جنوب الاردن باسعار زهيده وتوفر لها المياه مجانها الا ان هذه الشركات لا تلتزم لشروط الحكومة في زراعة النباتات العلفية ونبات الرعي اللازمة للمواشي والابل مع ان هذه الشركات تجني ارباحا كبيرة نتيجة استغلال الاراضي الزراعية بحيث يمكن القول ان مشاريع المحافظة على البيئة حمايتها قد فشلت فشلا ذريعا رغم ما تعلنه الحكومة عن عزمها على تنفيذ المشاريع البيئية للمحافظة على الصحراء الاردنية ومكافحة التلوث والعمل على اقامة المشاريع التي تساعد الحصاد المائي وتخضير البادية من خلال زراعة الاشجار الحرجية والنباتات الرعوية والاشجار المثمرة التي تروى بالمياه المخزنة في السدود الترابية التي تقام في عدة مناطق من البادية …
ما يغنينا عن هذا الموضوع نفطتان هامتان الاولى اين هي المشاريع البيئية التي نفذها الاردن للمحافظة على الصحراء ومقاومة الزحف الصحراوي والثانية اين ذهبت المبالغ التي تسلمتها الحكومة من الامم المتحدة ومقدارها ٦٠ مليون دينار لتنفيذ مشاريع للمحافظة على البيئة وحمايتها … !!!