المهندس عامر الحباشنة
في الحقيقة أنا من المتابعين لبرنامج صوت المملكة الذي يعده الإعلامي المتميز عامر الرجوب ويبث على قناة المملكة، وكثيرا ما يتم طرح المواضيع بطريقة إحترافية ومهنية عبر أسئلة ومحاور لم نعتد عليها في محطاتنا الرسمية حيث كثيرا ما يأخذ مقدم البرنامح حصة الأسد ويبدا في الأسئلة التقليدية ويتدخل بتوجيه الاجوبة.
لكن في هذا البرنامج هناك نمط واداء مختلف حتى في تنوع الضيوف من حيث التوجهات والمشارب، ليلة الخميس كان اللقاء مع رئيس بلدية الجفر وعضو مجلس محافظة معان عن لواء الجفر، وكلاهما جاء مثقلا بصوت الجفر وانين اهله، الجفر الذي ارتبط بالذاكرة القديمة بذاك المعتقل السياسي عندما كان للسياسيين مواقف وللمواقف اثمان، وارتبط في ذاكرتنا كذلك بصورة نمطية لا تتجاوز بضعة خيام متناثرة وتجمعات تتحدث بالماضي أكثر من الحاضر، مع تغير بسيط في الصورة تتردد في بعض محطات الاحتفالات الرسمية بالثورة الكبرى وفرسان الحويطات وبواكير نشوء الدولة الأردنية، تلك هي الصورة في اذهان الكثيرين من ابناء الوطن وهي بالتأكيد صورة مشوهة ومغلوطة بقصد وبغير قصد.
البارحة ومع صوت المملكة كان اللواء حاضرا في حقيقته الموجعة والمؤلمة لجغرافيا لواء تعادل مساحة فلسطين، وعلى سيرة فلسطين، فإن للجفر وابناءه شهداء روت دماؤهم ثراها في كل مواقع الاشتباك من الساحل للغور ودرتها القدس، ولمن لا يعرف فليعد لسجل الشرف وليقرا مرارا الأسماء.
مع صوت الجفر ليلة الخميس تبين ومن الضيوف الذين جاءوا للعاصمة وشاشتها المسماة بإسم المملكة، تبين أن الجفر غائبة وإن اثني عشر الفا او يزيد من أهلها ليسوا في حسابات الجهات التنفيذية، وأن في الجفر أصواتا تئن وتشكو ولا مجيب، وأن وعودا ومواعيد كمواعيد عرقوب قد اعطيت ولم تنفذ، وان من يطفو على بحر ماء عطشان ومن يحاط باكبر مجمع صناعي لا يلقى له في حياته أثرا يذكر.
اعترف الرجلان اللذان اكن لهما الإحترام والتقدير على ما قالا، بأن هناك مشكلة كبيرة في فهم حاجات اللواء وطبيعته وخصوصية البرامج التي يحتاجها، وقالا أنهم ومن قبلهما شبعا وعودا لم تنفذ، اعترفا بان المشكلة تكمن في فهم المنطقة وأيضا قد يكون الناس وهم جزءا منها، ولم ينفيا أنهم يتحملون جزءا من مشاكل اللواء الغائب عن التنمية،
نعم هناك من يريد الوظائف دون ان يعمل ودون ان يلتزم وهم فئة موجودة تعودت وتم تربيتها على ذلك، لكن هناك غالبية أكبر واكثر تبحث عن كرامة وعيش كريم وعن خطط قصيرة وبعيدة المدى للتنمية وربط الناس بارضهم.
ما قيل عن الجفر وما قاله رئيس بلديتها وعضو مجلس محافظتها عبر عن وعي وبلغة واضحة ومحددة، تعالوا نفكر معا ونضع الحلول معا، فنحن كما قالا خيارنا أن نكون معول بناء ورغم تكرار الوعود ما زلنا متفائلين بالوطن ولن نحيد، وأن صوتنا إن لم يجد صداه لدى السلطة التنفيذية وأدواتها فإن رهاننا على رأس السلطة ملك البلاد.
هكذا ختم الضيوف بث وجعهما ووجع الجفر، وهكذا كان صوت المملكة من الجفر، والخوف ان لدينا أكثر من جفر لم يصل صوته وتاهت ترددات نداءاتهم في شوارع وانفاق ودواوير العاصمة، فهل من سامع وهل من مجيب للجفر ولغيرها من الاجفار التي عاهدت ولم تخلف عهدا.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.//