ايناس ابو شهاب
يحدث أن تمر بك لحظات يغلب عليها طابع المزاجية، وربما تجنح بك اضطراباتها إلى شعور بأنك وقعت في فخ الازدواجية في الشخصية، وكأنك تجلس فوق أرجوحة من التناقضات، تذهب بك أحياناً نحو أقصى السلبية، وتعيدك أحياناً أخرى نحو عين الايجابية.
وقد تتعاظم في نفسك ذات غرور سِمة النرجسية، فتصير عُرضةً لاتهام سافرٍ بالأنانية، ومن حيث لا تدري، تصبح تصرفاتك شيطانية.
وفي لحظة سلام مع ذاتك، ترافقك فيها ملائكة السماء، وتصبح على اثرها رمزاً للتواضع والإنسانية. وستشعر مع الأيام أن المفاهيم تغيرت في معجم حياتك، واختلفت فيها المسميات، فبتّ وأنت من أنت تصدق المُغالطات، ومن حيث لا تعي تُكذب المُسلّمات. وفي لحظة تطرّف بالموقف، قد تكره ما كنت تهوى، وتحب ما كنت عنه تنأى.
وقد تعقد الوحدة قرانها عليك، وأنت الذي طالما كنت محاطاً بالعديد من البشر، قد يتصلب قلبك في أضعف اللحظات، فيغدو كالحجر.
وقد تنتابك الرهبة من البدايات، وتُفزعك أهوال النهايات، وقد تفقد الرغبة في الحلم، وقد تختنق وتشعر بالظلم، وقد ينتابك يقين بأن من حولك قد تغير، وقد يشعر من حولك بأنك تغيرت.
حينذاك… لا تقلق. فهذا ليس انفصاما تكوّن مع الأيام؛ فذلك باختصار؛ أنه على الرغم من ادعائنا القوة أمام الناس، يبقى لدينا رصيد عامر من الإحساس، لكنه رصيد هش جداً، إذ تطغى عليه مشاعر مرتبكة من ذكريات الماضي، ومشتتة بصراعات الآني، ومفزوعة أيما فزع من إرهاصات الآتي.
واعلم، أن هذه المشاعر تتبدل حسب الظروف وتتغير، قد تزداد حيناً وتقل في أحيانٍ أخرى، وكل هذا يجري خلال ثوانٍ أو ربما سنين.
فلا تنحني من تقلبات الأيام عليك، وإياك أن تميل، فعلى الرغم من ضعفك تذكر، بأنك ربما تكون لغيرك منبع قوة. فتوقف عن جلد ذاتك، ولا تسرف في لغة الشكوى، واصمت إن كانت حروفك بلا جدوى..
واصبر على لياليك الليلاء، كما تصبر النجوم على تعاقب الليل والنهار بكبرياء، فربما تبكي النجوم في السماء، وربما تتألم بصمت عندما تختفي في النهار كل مرة، ولكنها تبتسم من جديد في الليالي المقمرة. لذا؛ استجمع قواك وخُذ من عوالم السماء العبرة.//