د. عصام الغزاوي
كانت منطقة شرق الاردن عبر التاريخ تتكون من مجموعات عشائرية قبلية كبيرة مثلت الجزء الأكبر من البنية الاجتماعية في تلك المنطقة وأصبحت مكون اساسي ساهم في نشأة الدولة الاردنية، كانت تلك العشائر تُعتبر صمام الأمان المجتمعي، وأثبتت دورا رياديا في رعاية مواطنيها وحماية افرادها والمحافظة على الأمن والعدالة ومنع التجاوزات في مناطق نفوذها، ومحاسبة كل من يتجاوز على عادات وتقاليد وأخلاقيات العشيرة.
وبذلك أوجدت جواً من الطمأنينة خاصة بعد ان بدأ يظهر جلياً ضعف الدّولة العثمانيّة في توفير الأمن والأمان، والحقوق والعدالة الاجتماعية لمواطنيها، وإنتشار ظاهرة تغليب مصالح فئات بعينها على المصالح العامة، وزيادة الضرائب والظلم، وطغيان الفساد في التعامل مع موارد وطاقات الدولة ...
هل يُعقل اليوم وبعد مائة عام من ارساء قواعد دولة المؤسسات والقانون، وبعد بناء عشرات الجامعات والمعاهد ودور العلم (تلزوا) المواطن للعودة الى مظلة العشيرة طلباً للأمن والعدالة والطمأنينة والعيش الكريم !!