حنان المصري
على الرغم من مرور حوالي عقدين من الزمن على إعلانها منطقة اقتصادية خاصة جاذبة للإستثمار الوطني والإقليمي والدولي لا زالت مدينة العقبة الساحلية تفتقر إلى أدنى متطلبات التسلية العائلية والأماكن الثقافية التعليمية الخاصة بالطفولة المبكرة وهي أساس البناء الأمثل لشخصية مواطن المستقبل ،،
العقبة بما فيها من استثمارات اقتصادية وعوائد جمركية لم تنجح لغاية اللحظة بتوفير مكان هام جدا للأطفال ، فحتى الأطفال تأثروا بالركود الإقتصادي بشكل مباشر !!
لقد نسينا في غمرة التطور وجملة الإهتمامات والبحث عن مصادر دخل إضافية للبلد وللفرد ، نسينا أهم عنصر من عناصر تكوين المجتمع ، نسينا غرس ثقافة مجتمعية فاعلة ومعاصرة ذات بعد ونظرة مستقبلية ، نسينا الطفل وتكوينه الأساسي وماذا يمكن أن نقدم له من وسائل ترفيهية تعليمية على غرار "متحف الأطفال" ، هذا الصرح الكبير القائم في العاصمة عمان والذي يعد المكان الأمثل للعلوم والمعرفة الحياتية اللامنهجية، والتي تسهم بشكل كبير في الاستفادة والتعلم من خلال اللعب ،،
أليس الأولى لنا أن نستثمر للطفولة ؟ ونستغل جزءا من هذا الشاطئ الصغير لنعلمهم ونبني بهم لبنة ذات أساس متين؟ أليس الأولى لنا إقامة متحف تعليمي ترفيهي ثقافي للطفولة في العقبة على شاطئ البحر ؟
فحتى مناطق الألعاب المتوفرة في المنتزهات تحتاج إلى "صيانة دورية" غير متوفرة ، ولا تخضع لمتطلبات السلامة والأمان مئة بالمئة !!
كيف لنا أن نستفيد من كل هذه المشاريع الضخمة والغرف الفندقية !! وحزم المشاريع المستقبلية !! ونحن لا نجد مكانا آمنا لأطفالنا في العقبة ؟ وإذا لم تستطع هذه المشاريع التخفيف من عبء البطالة بين الشباب ، وإعادة الحياة إلى تجار سوق يتململ من الركود الذي طال !!
كيف لنا أن نواكب تطورا مزيفا لا يأخذ لب احتياجاتنا على محمل الجد !!//