زاوية سناء فارس شرعان
موقف الداعمين لنضال الفلسطينيين من قاطني بيوت الصفيح في الخان الاحمر يتجاوز الدعم والتأييد للنضال الفلسطيني … ويمكن ان يطلق عليهم لقب المناضلين والمشاركين الفاعلين في النضال الفلسطيني ضد الصهيونية وداعميها من القوى الغربية التي تجاهر بدعمها وتأييدها …
تجمع الخان الاحمر لا يصل الى التصنيف الاداري للقرية لأن هذا التجمع وان كان يضم مجموعة كبيرة من بدو النقب ارغمهم الصهاينة على مغادرة تجمعاتهم وقراهم في منتصف القرن الماضي ما اضطرهم الى البحث عن مكان يجمعهم فكان في منطقة الخان الأحمر شرق القدس …
وبعد سنوات طويلة لم يترك الصهاينة مخيم البدو في الخان الاحمر وشأنهم وانما لاحقهم الى بيوت الصفيح والشعر التي يقيمون فيها بهدف اقتلاعهم منها وتهجيرهم قسريا لافساح المجال لتنفيذ المخططات الاستيطانية الصهيونية وزرع المزيد من المستوطنات في منطقة القدس التي قرر الرئيس الامريكي دونالد ترامب اعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني وليهود العالم ونقل سفارة بلاده في اسرائيل من تل ابيب اليها …
بعد قرار المحكمة العليا الاسرائيلية بهدم تجمع الخان الاحمر الذي يضم الافا من البدو ويمثل نمط حياتهم البدوية التي تعتمد على الرعي وتربية الماشية ورفض المحكمة التماسا من اهالي التجمع بات العالم يخشى اقتحام قوات الاحتلال لهذا التجمع وهدمه وتسويته بالجرافات تمهيدا لاقامة مبان واحياء استيطانية تصل احياء القدس الغربية باحيائها الشرقية …
وجراء هذه المخاوف تدخلت المنظمات والهيئات الدولية العاملة في مجال حقوق الانسان والحريات العامة على امل الضغط على الكيان الصهيوني وعدم تنفيذ قرار الهدم والازالة الذي يعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الانسان ولحريات الشعوب.
زحف الناشطون الفلسطينيون من كافة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط الاخضر بالاضافة الى مجموعات كبيرة من المقدسيين الذين يواجهون المخططات الصهيونية ويقفون لها بالمرصاد دفاعا عن فلسطين وترابها الطهور وحقوق شعبها واراضيها ..
ولم يقتصر دعم اهالي الخان الاحمر ومؤازرتهم على الفلسطينيين وانما انضم لهم عشرات بل مئات المتضامنين الاجانب الذين تعدت مواقفهم التضامن الى النضال ضد السياسات الصهيونية المتمثلة بالاستيطان والاستيلاء على الاراضي بالقوة وتهجير الفلسطينيين الى خارج وطنهم وعدم السماح لهم بالعودة بالاضافة على هدم منازل الفلسطينيين بدعوى انها بنيت دون ترخيص او مصادرتها وتسليمها الى مهاجرين يهود قدموا من مختلف انحاء العالم ليستقروا على ارض شعب عاش فيها الاف الاعوام قبل الغزوة الصهيونية لفلسطين في العصر الحديث بدعوى انها ارض الميعاد بالاضافة الى الاف الفلسطينيين تدفق المتضامنون الاجانب الى تجمع الخان الاحمر وملأوا خيمة الاعتصام ويشكل المتضامنون خليطا عجيبا من الاجانب من مختلف الالوان والجنسيات فهناك الفرنسيون والهولنديون والطليان والانجليز والبلجيك ومختلف الجنسيات الاوروبية …
وقد احتفى المناضلون الاجانب كثيرا بمناضل فرنسي امريكي يدعى فرانك اعتقلته سلطات الاحتلال لتضامنه مع اهالي الخان الاحمر وما لبثت ان اطلقت سراحه بكفالة مقدارها ٣٠٠ دولار ،،،
وتمثل خيمة التضامن مع تجمع الخان الاحمر التي يؤمها مئات المؤيدين لبقاء التجمع والرافضين لهدمه منتدى عالميا داعما للحقوق الفلسطينية بما في ذلك حق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين الى ديارهم … خيمة التضامن مع تجمع الخان الاحمر تحولت الى منتدى سياسي شعبي عالمي داعم لاهالي الخان الاحمر وداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني … رغم المؤمرات والمخططات الصهيونية والمبادرات الامريكية الداعمة لها … !!!