رصد فيروس يسبب شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في غزة الخارجية تستدعي السفير الهولندي في عمّان وتوجه رسالة احتجاج لحكومة بلاده الأمن العام يطلق محطة التوعية المتنقلة ضمن حملته المرورية بني مصطفى: مذكرة التفاهم تهدف لترسيخ الشراكة واستمرار التعاون مع البلقاء التطبيقية انقطاع جزئي مؤقت في الخدمات الرقمية وتطبيق "سند" يومي 19 و26 تموز وزير الخارجية يلتقي نظيره المصري سفارة جنوب أفريقيا ومبرة أم الحسين تحتفلان باليوم الدولي لنيلسون مانديلا الأردن يدين إقرار الكنيست الإسرائيلي لمقترح يعارض ويستهدف منع إقامة الدولة الفلسطينية الجامعة العربية تدين إعلان الكنيست الإسرائيلي برفض إقامة دولة فلسطينية خرفان يكرم المفوض العام للأونروا و المشاركين في حملة النظافة في مخيم البقعة وزيرة النقل تطلع على واقع الخدمات بمطار الملكة علياء والجهود المبذولة لتطويرها ارتفاع عدد شكاوى البيع الإلكتروني 2% خلال النصف الأول من العام الحالي ختام ورشة فن الممثل وصناعة الافلام وزير الصناعة يوعز بتكثيف حملات التعريف والتوعية بحقوق المستهلك إغلاق 28 فندقا في البترا لنقص السياح وزير الأوقاف يفتتح ملتقى خيريا في كفريوبا وزير الزراعة يفتتح مشروعا للطاقة الشمسية في معان ويتفقد محطة "اوهيدة" "الأعلى لذوي الإعاقة" يصدر تقريره لشهري أيار وحزيران مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي بني ياسين والحمود الأمن: ضبط شخص ظهر بفيديو تخريب وقلع الأشجار في الكرك
كتّاب الأنباط

حين أخذنا الصبر تلقينا...

{clean_title}
الأنباط -

 

وليد حسني

 

هذا العنوان من عجز بيت شعر في قصيدة لا تموت ابدا قالها الشاعر الأندلسي الحبيب ابن زيدون رحمه الله اولها "أضحى التنائي بديلا عن تدانينا..." وهي من اشهر عيون الشعر العربي إن لم تكن اكثرها عذوبة وحلاوة ورومانسية وحبا وتعبا وفقدا..

استذكر ابن زيدون وهو يصرخ في حدائق الأندلس:

إنّا قرَأنا الأسَى  يوْمَ النّوى سُورَاً        مَكتوبَة ، وَأخَذْنَا الصّبرَ تلقينا

وكأنني به يعيش بقربي تماما ، يفتح عينيه على دني الصبر فلا يجد منها غير ما يجده من يطارد الدخان في عاصفة لا تذر ولا تدر.

ثمة بكائية في هذا البيت لا إخالني يمكن تفكيكها وإعادة بنائها، وانت كقارىء ومواطن تصدق عليك كامل تفاصيل الكيمياء السوادوية فيه، وكأردني ستكون الأكثر قدرة من بين كل العرب على معرفة الكم الهائل من هذا العذاب الذي عناه ابن زيدون وهو يشكو حبه لولادة التي ساقت دلالها عليه حتى اوردته موارد الهلاك والظن.

"إنا قرأنا الأسى يوم النوى سورا مكتوبة "

ولا أظن انني قرأت مثل هذه الصورة لشاعر عربي قبله او بعده، هنا يصبح الاسى نوعا من التعبد، انه مكتوب كما القران في سور تتلى لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، سور مكتوبة لكنها ليست سورا من النوع الذي يستخدم الوصف والتشكيل، انه الاسى نفسه في صورة سور لا تحتمل التفسير والتاويل، انها واقع مأساوي يفيض على الشاعر، فيغرقه، ويخنقه، ويدميه.

ثمة ثنائية في هذا البيت تفيض أسى ولوعة، فامام الأسى لا تمتك غير فضيلة الصبر، وتبدو هذه الفضيلة مغرقة تماما في نبض قتيل الأسى هنا"ابن زيدون/ نحن / انتم "، وبارتباط عضوي لا انفكاك له، فكما كان الأسى سورا مكتوبة تتلى، فان الصبر تم تلقينه هذه المرة تلقينا بالترداد لغايات الحفظ، وهي طريقة لتعليم الاطفال على الحفظ والمذاكرة، كما هو الحال في تحفيظ الاطفال مبكرا للقران الكريم، ولقصائد الشعر النبيلة.

هنا تكتمل الصورة تماما " الأسى / سور مكتوبة تقرأ ــ مرحلة النضج ــ"، تقابلها " تلقين الصبر ــ مرحلة الطفولة ــ " وبين المرحلتين ثمة مأساة تلوح بيديها.

وانا اقرأ هذا البيت وأردده بيني وبين نفسي تدهمني عشرات الصور، فابن زيدون تقتله الحبيبة بالبعد والجفا وادارة الظهر والبحث عن بديل آخر يسد فراغ ابن زيدون نفسه، اما نحن فلدينا اكثر من مأساة ، وأكثر من حالة فقد تدمينا وتغرقنا بالأسى، ولا اخال أحدا منا لم يشرب فضيلة الصبر مع حليب أمه، ولم يقرأ الأسى في أول الحروف التي تلقاها في مدرسته..

نحن تماما مثل الشاعر البهي العذب ابن زيدون..

إنّا قرَأنا الأسَى  يوْمَ النّوى سُورَاً        مَكتوبَة، وَأخَذْنَا الصّبرَ تلقينا//