زاوية سناء فارس شرعان
قبيل ايام من قمة طهران بشأن سوريا بحضور رؤساء روسيا وتركيا وايران تخيم اجواء الحرب على محافظة ادلب في شمال سوريا في ضوء الاستعدادات السورية والروسية والايرانية لاقتحام هذه المحافظة التي تجمعت فيها اعداد كبيرة من منظمات المقاومة السورية بعد الاتفاقيات التي ابرمتها مع النظام او الروس او الايرانيين في مختلف مناطق سوريا التي نصت على ترحيلهم الى ادلب مع تعهد النظام السوري بعدم اقتحامها او مهاجمتها بتهور ..
واذا كانت الاستعدادات والتصريحات تتخذ باسم النظام السوري الذي لا يملك من امره شيئا فان المراقبين يقولون بان عمليات عسكرية تشنها الطائرات الروسية على منطقة جسر الشغور في ريف ادلب الغربي علاوة على استنفار ايراني في مناطق شمال سوريا وتحشيد ايراني بعد زيارتين قام بهما وزيرا الدفاع والخارجية الايرانيان لدمشق حيث تم بحث مساهمة الشركات الايرانية في مشاريع اعمار سوريا وكأن تمويل مشاريع الاعمار جاهز ومتوفر …
طبول الحرب في ادلب تقرع بصوت عال ليس في شمال سوريا وانما في سوريا باسرها بما في ذلك القوات الجوية الروسية والبرية الايرانية المتواجدة في سوريا باعداد كبيرة بل ان سوريا وايران وروسيا لا تحتمل الصبر والانتظار لقمة طهران التي ستحدد مصير الحرب في ادلب ومداها ومدى تدخل كل من الايرانيين والروس في هذه الحرب التي تعلن فصل المنظمات الارهابية وخاصة جبهة النصرة التي تخلت عنها منظمات المقاومة الاخرى في خطوة جادة من تركيا لفصل جبهة النصرة عن منظمات المقاومة والجيش السوري الحر..
تركيا استبقت قمة طهران بعزل جبهة النصرة عن منظمات المقاومة المعتدلة كما تسميها روسيا مؤكدة ضرورة العمل على فصل جبهة النصرة الارهابية عن منظمات المقاومة المعتدلة بحيث توجه الحرب المعلنة التي تحشد لها روسيا وايران والنظام ضد جبهة النصرة وحدها …
بهذه الطريقة التي تؤيدها الدول الاخرى بما فيها الولايات المتحدة والدول الغربية وروسيا وايران يمكن لتركيا وقف نزيف الدماء في ادلب والحيلولة دون سفك دماء عشرات الالاف من المدنيين والمقاتلين من اعضاء المنظمات الفدائية التي كانت تحارب النظام بغية تغييره … وهي تسابق الزمن لانجاز هذه الخطة قبل يوم الجمعة القادم موعد القمة الثلاثية الروسية التركية الايرانية في طهران لعرض هذه الخطة على الرؤساء الثلاثة للدول الحاضنة لوقف القتال في سوريا …
نجاح الخطة التركية يعني الاستغناء عن مهاجمة ادلب من قبل روسيا وايران والنظام السوري او اقتصار العمليات العسكرية على جبهة النصرة وحدها وعدم شمول منظمات المقاومة المعتدلة … رغم ان النظام وايران لن يوافقا على ذلك وسيعملون على مداهمة ادلب ومهاجمتها بتهور على رأي الرئيس الامريكي الأمر الذي يشكل دافعا قويا لامريكا وحلفائها من الدول الغربية مثل المانيا وبريطانيا وفرنسا للتدخل العسكري ضد قوات النظام وحلفائها وخاصة اذا ارتكب النظام حماقة باستخدام السلاح الكيماوي حيث ستوجه له الصواريخ من كل حدب وصوب من امريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا دون ان تستطيع روسيا الدفاع عنه.
التهديدات والتنحذيرات الامريكية للروس والايرانيين ليست قوية كافية لردعهم او منعهم من المشاركة مع قوات الاسد ولكن ذلك لن يمنع من قيام كارثة في ادلب تحدق بالمدنيين من سكان المحافظة واعضاء المنظمات الذين نزحوا اليها بعد توقيع اتفاقيات مع النظام او الروس او الايرانيين …!!!