حنان المصري
من قال أن المناصب تزهو بالأشخاص ،ومن قال أن الزهو صفة من صفات الكرسي والمنصب ؟
الزهو صفة تلتصق بشخص عندما يتسلم منصبا ما ، وفي أحوال أخرى تكون في بنائه الذاتي والفسيولوجي !!
يحدث أن يتسلم أحدهم منصبا في وزارة أو إدارة ما سواء بالتدرج الوظيفي الطبيعي ، أو بالإنزال المظلي وهذا الأكثر شيوعا !!
فتمتلئ صفحات الجرائد ومواقع التواصل الإجتماعي وصور الواتساب والشريط الأسفل على شاشة الفضائيات الإخبارية بأشد عبارات التهاني والتبريكات المصحوبة بكم هائل من مسح الجوخ والتمجيد وكأننا نستجدي الإهتمام من هذا الشخص بحكم المنصب الجديد لعل وعسى ..!!
طالما نحن نستخدم عبارات مستنسخة للتقرب من ذوي المناصب ليس لنا أي حق بالتذمر والشكوى من المحسوبية والواسطة وهما أكثر أدوات الفساد شيوعا في المملكة ،،
متى نفهم ان المنصب تكليف بالمسؤولية والعمل العام ولا علاقة له بإسم العائلة ولا بالإنتماء العشائري ، لقد سئمنا المزاودات ومللنا من المجاملات على حساب شوارعنا المحفرة وحفرياتها التي لا تنتهي، وعلى حساب مدارسنا المكتظة وعلى حساب من ينتظرون فسحة من الأمل في غد افضل ، متى ندرك أن سبب كوارث الشعوب هو النفاق الإجتماعي وازدواج المعايير حسب المصلحة؟؟
سرعان ما سيزول هذا "الزهو" ليصطدم بأول مطلب لقريب أو رغبة لصديق أو مهرب قانوني أو تسليكة قانونية لتهرب ضريبي ، والقائمة تطول .//