لم يسبق للأردنيين أن مروا بسنوات عجاف كتلك التي مرت خلال الفترة الأخيرة
فمنذ سنوات والقوة الشرائية الشعبية في مختلف المحافظات تتضاءل تدريجيا إلى أن وصلت إلى ما يقارب الصفر
أسواق مثقلة بالبضائع تنتظر فرجا وإنفراجا لم يأت ،،
فتلك الحظيرة المستوفاة للشروط الصحية والرسمية لبيع الأضاحي لم يطرقها أحد بعد الا القليل مع أن سعر الأضحية لهذا العام أقل من سابقه ، ولكن .. من أين ؟!
أكوام الحلويات ومعمول العيد بكافة انواعه معروض في واجهة المحلات مع جميع المغريات والتنزيلات في الأسعار ولكن .. من أين ؟؟
وتلك الأخت والخالة والعمة والقريبة التي تنتظر العيد والعيدية وحصة اللحمة بلهفة المشتاق ، لم تفرح بها لتفاقم مصاريف الفواتير الشهرية للماء والكهرباء على ذوي القربى والأرحام الذين يزورونها من العام إلى العام ،،
معظم العائلات لم تشتري ملابس جديدة لأطفالها
ولم يدخل معمول العيد على بيوتها ، واكتفت بفنجان القهوة السادة ذو الخلطة السريعة !!
أي عيد هذا وبجانب كل بيت من بيوتنا فقيد وشهيد ، وأم ثكلى وزوجة مكلومة وطفل تيتم بيد الغدر والخيانة للشرف والوطن ،،
أي عيد هذا الذي يمر على الوطن وهم لا يزالون يستفتون فطاحل القوم ليفصلوا قانون ضريبة جديد تفصيلا غريبا عجيبا ليأتي على مقاسهم ، ولن يبدو ابدا ولا بكل الاحوال مناسبا وجميلا على مقاسنا !!
أي عقول تلك التي عكفت على العبث في مقدراتنا حتى تآكلت ولم يبق منها إلا ورقة توت نستر بها سوءاتنا ؟؟
لقد حرمونا بهجة العيد
سرقوا فرحتنا ، حتى صلة ارحامنا اضحت ضحية للعيد الكبير ، فأصبح العيد باهتا شاحبا مرا كمرارة فقدان عزيز على غفلة من الزمن ، حتى أدركنا ماذا كان الشاعر يقصد عندما قال "بأي حال عدت يا عيد" .