زاوية سناء فارس شرعان
ترامب والحروب الصليبية … !!!
من الواضح ان الحروب الصليبية بين المسلمين والمسيحيين التي بدأت في العصور الوسطى لم تنته بعد من وحهة نظر ترامب المشبع بالاسلاموفوبيا وكراهية المسلمين فمنذ حملته الانتخابية للرئاسة الامريكية اشعل فتيل هذه الحرب مجددا مؤكدا الارتباط الوثيق بين الاسلام والارهاب وواضعا المسلمين في شتى مناطق تواجدهم بالارهابيين ..
ومنذ ان تسلم الحكم في اكبر دولة في العالم واقواها اقتصادا وجيوشها اعلن الحرب السياسية على المسلمين وخطر هحرتهم الى الولايات المتحدة التي يشكل شعبها فروقا فريدا من مختلف اجناس العالم وشعوبهم والوانهم رغم تعارض ذلك مع القوانين السارية المعدل ورفض الشعب الامريكي ومؤسساته الديمقراطية ممثلة بوزارة العدل والمحاكم والقضاء ومرورا بالهيئات المعنية بحقوق الانسان والكتاب والفنانين وقادة الرأي العام لهذه السياسة المجحفة بحقوق الانسان والتعاون بين الأمم والشعوب.
لقد خاض ترامب حربا دعائية وسياسية ضد المسلمين في النصف الاول من حكمه وها هويخوض حربا اقتصادية على العديد من الدول الاسلامية لاخضاعها لقراراته وفرض هيمنته عليها ..
ورغم ان الحرب الاقتصادية لم تقتصر على الدول الاسلامية بل شملت دولا اخرى غير اسلامية مثل روسيا وكوريا الديمقراطية والصين الا ان الدول الاسلامية كانت اكثر معاناة في هذه الحرب من غيرها من الدول لأن الاقتصاد ويمس حياة المجتمعات واوضاع الناس المعيشية والحياتية التي تمس كافة شعوب الارض …
والحروب الاقتصادية اسهل لدى امريكا من الحروب الاخرى كالعسكرية والاعلامية والسياسية اذ انشئتها الادارة الامريكية خلال العقوبات التي تفرض على هذه الدولة او تلك بموافقة الأمم المتحدة او دون موافقتها ..
ومن الدول الاسلامية التي عانت من الحرب الاقتصادية الامريكية السودان وايران وها هو ترامب يفرض حربا اقتصادية على تركيا بسبب اصرار الرئيس الامريكي على اطلاق سراح القس اندرو برانسون المعتقل في تركيا منذ ٢١ شهرا بتهمة التجسس لصالح تنظيم تنظيم فتح الله غولن المعارض التركي والمقيم في ولاية بنسلفانيا الامريكية حيث ترفض واشنطن تسليمه لتركيا …
ولم يأخذ ترامب اي اعتبار للصداقة التركية الامريكية والتحالف بينهما طوال السنوات الماضية وعضوية كل منهما في حلف شمال الاطلسي «الناتو» … بل شهد حرب شعواء ضد تركيا واقتصادها مهددا باتخاذ المزيد من الاجراءات ضد الاقتصاد التركي والليرة التركية اذا لم تطلق تركيا سراح القس برانسون…
في حقيقة الامر القس اندرو برانسون يذكرني بالراهب بطرس الناسك الذي لعب دورا بارزا خلال الحرب الصليبية في العصور الوسطى حيث كان يتجول في شتى انحاء اوروبا المسيحية على حمار اعرج ويحرض المسيحيين لانقاذ القبر المقدس من المسلمين … وفي مؤتمركلير يونت بفرنسا عام ١٠٩٥صرخ بطرس الناسك باعلى صوته مطالبا المسيحيين بانقاذ القبر المقدس وبعد ثلاث سنوات انطلقت اولى الحملات الصليبية لانقاذ قبر المسيح وكان بطرس الناسك من يسن هذه الحملة التي ابادها السلاجقة الذين كانت لهم دوله في تركيا وهلك فيها الالاف من الصليبيين ومن بينهم بطرس الناسك ولم يتمكن احد من اعضاء هذه الحملة من الوصول الى الديار المقدسة.
تركيا صمدت بشراسة امام حرب ترامب الدعائية والسياسية والاقتصادية وردت على قراراته واجراءاته بالمثل وتمكنت من تشكيل حلفاء واصدقاء لها في هذه الحرب تعاطفت معها كل من روسيا والصين والهند والمانيا وفرنسا وايران لتمكينها من مواجهة الاجراءات الامريكية …
ترامب ما زال يهدد ويتوعد اذا لم تطلق تركيا سراح القس اندرو براستون واذا لم تحقق تهديداته النتائج المرجوة منها فريما يعلن حربا عسكرية على المسلمين خاصة وان تركيا دولة اسلامية ويحكمها حزب العدالة والتنمية ذو الاصول والافكار الاسلامية الأمر الذي يعيد الى الأذهان الحرب العالمية الاولى التي يحتفل العالم بذكراها المئوية في نوفمبر المقبل … ومن المتوقع ان تسهم رعونة ترامب في ان يلاقي اندرو برانسون مصير بطرس الناسك … !!!