ايناس ابو شهاب
مثيرةٌ أنتِ حدّ الإغواء، وجميلةٌ أنتِ إلى ما بعد الإغراء،
في وصف حُسنك يتغنى الشعراء، ويتسابق على التفكُر بك العلماء،
فقوامِك الممشوق فتنة وحضور يدور حوله الأطفال والرجال والنساء، وعلى محيط خصرك يتقاتل الأشقاء مع الأعداء، وتاريخك معتق الشموخ بمسيرة الأحفاد والأجداد والأنبياء، فصرتِ إدماناً لمن تنفس هواكِ وعانق تراب أرضك السمراء، فسبحان الذي خلق الجمال بك متفرداً من سهول وجبال ووصولاً للسماء، ونفح في عُشاقك أنفاس الحب والوفاء، ووهب العظمة لبنيك فأقاموا في جرش أعمدتها ونحتوا الخزنة في البتراء، وسبحان من أحيا بحراً كان من قبلك ميتاً فلما كنتِ صارت أملاحه علاجاً وشفاء، وجعل الإباء في قلعة الكرك ونودي في السلط أنْ كوني يا سلط ينبوعاً للشهداء،
فلا تكترثي إن تآمر عليك ضعاف النفوس الخُبثاء، فحولك أسودٌ ليس من شِيَمهُم الإنحناء أو الإختباء، يضحون بأرواحهم بكل عطاء وسخاء، ولا يهابون الموت فالموت في فلسفتهم سرمدية بقاء،
كنتِ للحاقدين والعُملاء أعظم داء، وكنت الدواء لأبنائك النشامى الأوفياء. فيا أردن عاش اسمك ودام عزك، ودمت رمزاً للكرامة والكبرياء، ودام مليكنا قدوةً للمروءة والعروبةِ، وموئل حكمة لكل الزعماء//.