د. عصام الغزاوي
إن كان يريدها فتنة، فلا تجعلوا من انفسكم أدواتها وتخلطوا الأوراق فينجو الفاسدون، ولا تغفلوا في خضم الإنفعال أن من صدر عنه هذا التصريح لا يمثل سوى نفسه، ولا شأن لعشيرته الأصيلة الضاربة جذورها في اعماق الارض، وقدمت للوطن نخبة من رجال العلم والتربويين والجند الأفاضل كان لهم الفضل في إزدهاره والدفاع عنه وتمثيله في المحافل الدولية، كما لا ذنب لإخوتنا في العروبة وشركائنا في الوطن الذين يرفضون كل الشعارات التي تمس المعتقدات الدينية.
شخصياً علمت عن التصريح المسيء من مقال على صفحة ابن الزرقاء العروبي حيدر حجازين إنتقد فيه لحن العين النشاز ومحاولة تدوير نفسه على حساب المكون المسيحي الاردني، لم يكن حيدر حجازين الوحيد الذي انتقد محاولة العين اثارة الفتنة، فقد انتقدها غيره الكثيرون وهذا ليس بجديد على العرب المسيحيين الذين وقفوا على الدوام في خنادق الدفاع عن الأمة، وخاضوا مع أخوتهم المسلمين معاركها كلّها، وما كانت التحديات والمؤامرات تزيدهم إلا قبضا على جمر الانتماء للعروبة والوطن، وهم لا ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم طائفة، ولا يتجسد حضورهم في كنيسة وشعائر، بل في عشائر كغيرها من العشائر الأردنية المرابطة على ارض هذا الوطن.
لذلك ارفض استعمال مصطلح أقلية مسيحية، لان المسيحي العربي لم ولن يكون اقلية في وطنه مهما صغر حجمه لانه ينتمي للعروبة، أتمنى التوقف عن بث خطاب الكراهية لأن الفتنة الطائفية كلمة محظورة رسمياً وشعبياً، المسيحي الاردني مثل اخيه المسلم الاردني لا يمكن ان يضام في حمى الاسلام وآل بيته الكرام وحمى دولة القانون والمؤسسات، هذا هو الاردن القدوة، وهذه هي الفسيفساء الاردنية الرائعة التي تشكل مجتمعنا الأردني مسلميه ومسيحييه.//