زاوية سناء فارس شرعان
الفساد في اي دولة هو الآفة التي تعطل المسيرة وتحول دون تحقيق النهضة بل يشل الحياة بأسرها السياسية والاجتماعية والادارية خاصة في الدول الفقيرة التي لم تقطع على طريق الديمقراطية شأوا بعيدا …
ولدينا في الوطن العربي اكثر من مثل على صحة ما ذهبنا اليه حيث تجربة كل من العراق ولبنان تشير الى دور الفساد في تعطيل عجلة الحياة ووقفها رغم الحاجة الماسة لتسريع عجلة الاقتصاد والعمل والانتاج ومكافحة الفساد في شتى مناحي الحياة.
ففي العراق ولبنان حيث جرت الانتخابات في شهر مايو آيار الماضي الا ان هذه الانتخابات لم تؤت أكلها في تشكيل الحكومة في كل من هذين القطرين بسبب الفساد الضاربة جذوره في اعماق الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية نظرا للبعد عن الديمقراطية وعدم نضوجها في القطرين الشقيقين …
ففي العراق عرقل الفساد المسيرة الديمقراطية بشكل واضح وفاضح ما حال دون تشكيل حكومة بعد ثلاثة اشهر من الانتخابات نظرا لعدم تحديد الكتلة الاكبر في البرلمان التي سيعهد اليها بتشكيل الحكومة وادارة دفة البلاد…
ورغم ان كتلة «سائرون» التي يرأسها مقتدى الصدر فازت باغلبية اعضاء البرلمان مقارنة بالكتل الاخرى الا انها لم تتمكن من تشكيل الكتلة الاكبر حتى الآن لعدم تعاون الكتل والاحزاب الاخرى معها، بل ان الاحزاب والتيارات السياسية الموالية لايران تضع العراقيل امام تشكيل الكتلة الاكبر امعانا في الفساد والعمل على تغلغله في مرافق الحياة ..
فقد استغلت الاحزاب والشخصيات الموالية لايران تصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادي بالالتزام بالمقاطعة الامريكية لايران وانبرت لمحاربة العبادي لابعاده عن تشكيل الحكومة بالتعاون مع تيار «سائرون» برئاسة الصدر.
اعوان ايران في العراق وفي مقدمتهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي يرفضون الاجراءات الامريكية ضد ايران وبالتالي يعملون على اسقاط كل من يؤيد هذه الاجراءات او يوافق عليها …. ويطمح هؤلاء الى قطع الطريق على العبادي للعودة الى تشكيل الحكومة والعمل على دعم المالمكي ذراع ايران في العراق مثلها تماما مثل حزب الله في لبنان وميليشيات الحوثيين في اليمن وميليشيات الحشد الشعبي في سوريا والعراق ما حدا بالزعيم الشيعي مقتدى الصدر الى التهديد بالعودة الى صفوف المعارضة اذا لم تشكل الحكومة خلال اسبوعين …
الحال في لبنان لا يختلف كثيرا عن الوضع في العراق … فبعد اكثر من ثلاثة اشهر من الانتخابات البرلمانية فشل السياسيون في تشكيل الحكومة التي عهد الى سعد الحريري بتشكيلها ولعل الخلافات التي تعصف بمكونات لبنان تقف حائلا رئيسيا دون تشكيل الحكومة.
اما مرد هذا الخلافات فهو النظام السوري ودوره في قمع شعبه وعدم تمكين الشعب اللبناني من القيام بدوره في خدمة بلده ووطنه ..
واهم مكونات لبنان التي ترتبط بالنظام السوري وتعمل على تحقيق مخططاته تتمثل بالتيار الوطني الحر الذي يرأسه ميشيل عون رئيس الجمهورية وحليفه حسن نصر الله الامين العام لحزب الله صاحب اليد العليا في لبنان الذي يفرض ارادته وسياسته على الحكومة اللبنانية ..
تيار عون وحزب الله يعملان على فرض شروطهما على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري باعادة العلاقات مع سوريا الى ما كانت عليه كقوة حاكمة في هذا البلد الأمر الذي يرفضه الحريري وتيار المستقبل الذي يرأسه والتيارات المتحالفة معه … ويؤكد الحريري انه اذا كانت عودة العلاقات مع سوريا شرطا لتشكيل الحكومة الجديدة فان هذه الحكومة لن تتشكل … !!!