أ.د.محمد طالب عبيدات
أما وقد نجحنا في الدولة اﻷردنية والحمد لله في كبح جماح المحاولة اﻹرهابية الفاشلة وقضت على المجرمين وخونة الوطن وأهدافهم، فمطلوب منا اﻵن تنفيذ بعض العبر والدروس درءاً لتكرار أي محاولة فتنة أو إرهاب خسيس أو أي جريمة نكراء:
1. ضرورة أن يرقى إعلامنا لمستوى إعلام الوطن، وتشكيل خلية أزمة إعلامية تصنع الخبر بإستباقية أول بأول لغايات كبح جماح الإشاعات والأخبار المضللة وخصوصاً أخبار محاولات الفتنة البائسة الصادرة عن بعض مواقع التواصل الإجتماعي.
2. ضرورة أن يضطلع المنبران الديني والتربوي بدورهما وكذلك أسرنا ومدارسنا وجامعاتنا ومراكز شبابنا لتوعية جيل الشباب من خطورة الغلو والتطرف واﻹرهاب وخيانة الوطن والتصرفات السلبية، ليكونوا رديفاً لدور رجال اﻷمن اﻷشاوس.
3. ضرورة توجيه الشباب صوب الفكر الوسطي والمعتدل من خلال حوارات وطنية مسؤولة في المؤسسات التربوية والتعليمية والشبابية.
4. ضرورة التحرك بمؤسسية لمساهمة الجميع -وبتشاركية بين الحكومة والقطاع الخاص- للتخفيف من معضلتي الفقر والبطالة لغايات اﻹستثمار بطاقات الشباب وإشغال أوقات فراغهم ﻷن الفراغ مفسدة.
5. توجيه الشباب الذين أخفقوا بالثانوية العامة صوب التعليم المهني والتقني، وتكافل المجتمع كافة ﻹستيعابهم في مؤسسات التدريب والعمل المختلفة.
6. تثقيف وتوعية المجتمع والشباب من مخاطر التطرف واﻹرهاب واﻹجرام والخيانة العظمى والعنف المفرط وتجمّعات الزعرنة وسلبيات نشر معلومات مغلوطة وغير موثقة وضرورة وقف اﻹشاعات المغرضة وخصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
7. ضرورة وجود خط ساخن ﻹعلام الجهات اﻷمنية مباشرة عن أي تحركات مشبوهة أو أشخاص مشكوك بهم، وخصوصاً أن جيران موقع تواجد المجرمين في عملية السلط لم يلاحظوا أي تصرفات غير طبيعيه على المجرمين مما يعني أنه من الممكن أن يتواجد غيرهم من الخلايا الساكنة او النائمة، والحذر واجب.
8. ضرورة وقف نشر وتداول أسماء وصور المصابين اﻷبطال من أبناء رجال اﻷمن اﻷشاوس والذين شاركوا بالمداهمات بالسلط ويرقدون اﻵن على أسرة الشفاء خشية إستهدافهم.
9. مطلوب أن يكون كل مواطن أردني رديفا ً ﻷجهزتنا اﻷمنية وجندياً للوطن، ومطلوب من الحكومة المساواة في تكافؤ الفرص والعدالة اﻹجتماعية واﻹستحقاق بجدارة وغيرها من اﻷوتار التي ربما يعزف عليها البعض للتبرير!
10. الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة حيث النتيجة واحدة لخراب المجتمع ومؤسسات الدولة، ولذلك علينا جميعاً حكومة وشعباً الإصطفاف لمحاربة هاتين الآفتين.
11.إنتهاج أسلوب التخطيط السليم والبعد عن الفزعات غير المنظمة، وضرورة تحرّي المعلومات بدقّة وتروّي عن العدو لغايات تقليل الخسائر في صفوف أبناءنا من الأجهزة الأمنية والمدنيين.
بصراحة: علينا اليوم وقبل الغد العمل وبسرعة على ترسيخ مفاهيم الوسطية واﻹعتدال عند الشباب وإستثمار طاقاتهم وإيجاد فرص العمل لهم ودرء اﻹشاعات وكبح جماح اﻹنحراف والتطرف لديهم، وعلينا التحرك وبسرعة ﻹطلاق برامج توعوية وتثقيفية لذلك.