د. عصام الغزاوي
اخلعوا أحذيتكم وأنتم تطأون روابي السلط، فأرضها طاهرة ومتوضئة بدماء الشهداء، وطاردة لكل إرهابي وخائن، ومقبرة لكل الأعداء، لم تنقطع مسيرة مواكب الشهداء الاردنيين على مر التاريخ، فالأردنيون تعودوا على بذل الدم والروح منذ الازل، نحن شعب جُبل على التضحية والفداء، لأننا نؤمن ان دماء الشهداء هي التي تحمي حدود الوطن ..
في السلط تجلت اشراقة الدم الاردني، ونخوة العسكرية الاردنية في الدفاع عن الارض الطاهرة، في السلط سَطرت كوكبة جديدة من شهداء الوطن أسماءهم في صفحات التاريخ بأحرف خالدة من البطولة والتضحية، سطروها بدمائهم الزكيّة على ثرى روابي السلط الطهور، وارتقوا من سمائها الى عليين اثناء تأدية الواجب الوطني في حماية الوطن والذود عن اهله ومقدراته، ورد كَيْد العابثين بأمنه، رحلوا ولم يبخلوا بدمائهم لأجله، فلونوا أزهار سهوله بحمرة لون الدم القاني، ورسموا في زرقة سمائه أمناً، وجعلوها سياجاً من نار يحمي حدوده، وجسراً لعبوره نحو الشموخ والصمود، رحلوا والتحقوا برفاق سلاح سبقوهم على خطى الشهادة، ليبقى الأردن أيقونة آمنة مطمئنة.
رحلوا وستبقى ذكراهم حاضرة بتضحياتهم، مُخلّدة ببطولاتهم في قلب كل أردني لأنهم صنعوا لنا الحياة الكريمة والأمجاد العظيمة .. في كل ربيع ستتوشح روابي السلط بأزهار الدحنون، فتذكرنا بدماء الشهداء الأبطال، الذين قاموا بترسيخ قيم الشهادة والتضحية المتجذرة التي تربى عليها الأردنيون .. اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وشاف جرحانا وارحم شهداءنا، وامطر اللهم على قبورهم من سحائب رحمتك، واجعلها روضة من رياض الجنة//.