زاوية سناء فارس شرعان
لم يعد الفلسطينيون والعرب وحدهم في مواجهة العنصري او حكم التمييز العنصري في الكيان الصهيوني وانما تشاركتهم احزاب المعارضة الاسرائيلية …. حيث شهدت تل ابيب كبرى مدن فلسطين المحتلة مظاهرة حاشدة مساء الجمعة الماضي احتجاجا على قانون يهودية الدولة الذي اقره الكنيست الاسرائيلي اواخر الشهر الماضي رغم ما فيه من اجحاف بحقوق الاقليات غير اليهودية سواء اكانت اقليات قومية او دينية او طائفية ..
فقد اعاد الكنيست بالتعاون مع العرب داخل الخط الاخضر ونوابهم وكذلك نواب احزاب المعارضة بحث هذا القانون العنصري واثاره السلبية على مستقبل الكيان الصهيوني والاقليات غير اليهودية في فلسطين المحتلة الا ان جلسة الكنيست تلك لم تسفر عن نتيجة على صعيد الغاء قانون يهودية الدولة الذي يضر ايما اضرار بمصالح وحقوق الاقليات القومية والدينية والطائفية في الكيان الصهيوني او تعديل بعض المواد فيه … الا انه قرر عقد جلسة اخرى لمواصلة بحث القانون الذي ينضح عنصرية وتمييزا عنصريا ضد الاقليات غير اليهودية وفي مقدمتهم العرب الذين يشكلون ١٧ في المائة من سكان الكيان الصهيوني بمن فيهم الدروز المتعاطفين مع اليهود والذين يضعون انفسهم في خدمة اسرائيل حيث يخدمون في جيش الدفاع الاسرائيلي فيما لا يخدم الفلسطينيون في هذا الجيش ويعتبرون الخدمة العسكرية في اسرائيل خيانة عظمى للقضية الفلسطينية والأمة العربية … كما قرر اقامة مظاهرة كبرى في تل ابيب بمشاركة ممثلي العرب داخل الخط الاخضر واحزاب المعارضة الاسرائيلية التي ترأسها ستيبي ليفني رئيسة الوزراء ووزيرة الخارجية السابقة في الكيان الصهيوني.
وتنفيذا لهذه التوصية شهدت شوارع تل ابيب الليلة قبل الماضية مظاهرة حاشدة شارك فيها مئات الالاف من العرب داخل الخط الاخضر حيث تدفق ممثلو ٧٤ مدينة وقرية عربية داخل الخط الاخضر وممثلو احزاب المعارضة الاسرائيلية وجمعيات حقوق الانسان والهيئات العاملة في محاربة التمييز العنصري بعد ان تجمعوا في ميدان اسحق رابين في تل ابيب وبعد ذلك انطلقت المظاهرة في شوارع تل ابيب وميادينها الكبرى وهي تحمل الاعلام الفلسطينية والعبارات التي تنادي بالحرية والمساواة ومكافحة التطرف والتمييز العنصري بالاضافة الى اليافطات المطالبة بالمساواة والعدالة بين مواطني اسرائيل من مختلف القوميات والاقليات الدينية …
الارهابي نتنياهو الذي لم يشارك في المظاهرة علق عليها بقوله انها تمثل نوعا من التمييز العنصري كونها تنحاز الى فئة دون اخرى وتشجع اطرافا دون آخرى علما بان المطالبات لم تتضمن سوى العدالة والمساواة وتجنيب التمييز العنصري بين الالوان والاديان والقوميات والاقليات وان مرحلة التمييز العنصري انتهت بوأد النظام العنصري في جنوب افريقيا بحيث غدت جنوب افريقيا جمهورية ديمقراطية يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات والرجل والمرأة والابيض والأسود ..
ان الكيان الصهيوني لا يمثل التمييز العنصري فحسب وانما يمثل الارهاب بكافة اشكاله والوانه والتطرف في اسوأ احواله … وان نظاما يمثل كل هذه المساوئ جدير بالزوال والانهيار في عصور حقوق الانسان والحريات والعدالة والمساواة …
ويبقى هذا الكيان هو الأكثر عنصرية وتعسفا وتجاهلا لحقوق الانسان والوحيد الذي يتبنى الظلم والتطرف والارهاب ولا يعترف بحقوق الآخر سواء اكانت حقوق انسان او حريات او ديمقراطية او حقوق شعوب مشروعة تنشد الحرية والاستقلال في الوقت الذي يتجاهل هذا الكيان حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والاستقلال …!!!