د. عصام الغزاوي.
وكأنه قدرنا ان اصبح اسم معاذ رمزاً اردنياً وعنوان للشهادة، معاذ الكساسبة ومعاذ بني فارس وأخيراً وليس آخراً معاذ خميس الدماني الحويطات، كان كل منهم يعتبر نفسه مشروع شهيد منذ اللحظة التي انخرط بها في صفوف القوات المسلحة، وارتدى الزي العسكري ووضع على جبينه شعار الجيش العربي، هؤلاء رجال نذروا أنفسهم عربوناً للدفاع عن قضايا الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره، وضرب الإرهاب في أوكاره، حتى يعبر الوطن، إلى المستقبل سالما معافى، معاذ كان قائدا لوحدة الإقتحام، وهو في تنفيذه لهذا الواجب الوطني البطولي كان يعلم ان وحدته تفقد في كل مداهمة قائد الفريق، ومع ذلك آثر ان يكون في طليعة ومقدمة وحدة الإشتباك، كما كان زميليه الشهيدين راشد الزيود وسائد المعايطة من قبله، معاذ كان اول من واجه رصاص الغدر والخيانة في صدره وجهاً لوجه دفاعاً عن وطنه واهله، مسجلاً أنبل وأروع صور الشجاعة والتضحية والشهادة والكبرياء، مقدماً اكبر دليل على البطولة والاقدام والفداء، الذي يتمتع بها ضباط وافراد قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية في التصدي لقوى الشر والظلام، واجتثاثها من جذورها، لأنها باتت تشكل تهديداً وخطراً على حياة الاردنيين الابرياء، اليوم نودع كوكبة من شهداء الوطن، الذي ما بخل أبناؤه عليه بدمائهم الزكية وارواحهم الطاهرة، ليبقى قلعة حصينة عصي على كل من تسول له نفسه العبث فيه، منيع بشعبه وجيشه وقيادته وجميع اجهزته الامنيه ... المجد والخلود لشهدائنا الابرار والخزي والعار لخفافيش الظلام.