د. أيّوب أبو ديّة
ما زلنا نكرر مقولة أن المساحة الخضراء في الأردن أقل من 1% من مساحة الأرض الإجمالية وأنها تتراجع سنوياً، ولكن في الحقيقة ليست لدينا أي إحصائيات دقيقة، لذلك نأمل أن تقوم الجهات المعنية وبخاصة وزارة الزراعة ووزارة البيئة ومؤسسات المجتمع المدني المتخصصة بوضع خطة عمل لتنظيم بيانات تفصيلية لأنواع الغابات وأعمارها وأحجامها ومواقعها والتنوع الحيوي الموجود فيها وارتفاعها عن سطح البحر وكثافتها وأيضاً دراسة ما يلي:-
1- إمكانية عمل طرق عبر هذه الغابات وذلك تأميناً لحمايتها من الحرائق، كذلك دراسة إمكانية عمل خزانات مياه وإمدادها بالماء اللازم إما عن طريق ينابيع قريبة أو بحصاد مياه الأمطار أو ضخ المياه الجوفية بالطاقة الشمسية.
2- عمل حملات سنوية لتنظيف المنطقة من الحطب والحشائش الجافة منعاً للحرائق في تلك المنطقة.
3- العمل على إصدار تعليمات لتغليظ تجريم أي شخص أو أي عائلة تقوم بإشعال النار لأي غرض كان بالقرب من أي غابة أو موقع قابل للإشتعال وتأمين مسافة حماية على الأقل مقدارها مئتا متر، فضلاً عن منع التنزه في الأيام شديدة الرياح.
4- دراسة تنويع الأشجار في الغابة الواحدة، لأن ذلك يعطي قدرة أكبر على استدامة التنوع الحيوي، كذلك فإن تفاوت ارتفاع الأشجار يسمح بمرور أشعة الشمس بطريقة أفضل إلى أرضية الغابة ويسمح بتهويتها أكثر، كما أن تنوع الأشجار يعمل على استدامة تفتح زهرات هذه الأشجار لفترات أطول وبالتالي تستطيع أن توطن كميات أكبر وأنواعا متعاظمة من النحل والفراشات والطيور وما إلى ذلك.
5- حماية أرضية الأشجار السطحية من الاحتراق بوضع طبقة من الحجارة الصغيرة على الأرض بقطر متر أو مترين حول ساق الأشجار لحمايتها من وصول الحريق إلى ساق الشجرة في أحوال حوادث الحرائق الكبيرة، كذلك فإن وجود هذه الطبقة من الحجارة تسهم في الحفاظ على الرطوبة في التربة التي تضم جذور الأشجار.
6- تغريم أي اعتداء يقع على الغابات من قبل المواطنين أو المسؤولين الذين يسعون إلى فرز تلك الأراضي والاستيلاء عليها لغايات منفعة شخصية، وتغليظ العقوبات عليهم وتشكيل هيئة مكافحة فساد متخصصة في الاستيلاء على الأراضي الحرجية في الأردن وإعادة فتح ملفات دبين وبرقش والقطعة الحرجية في حوض 1 من أراضي ماركا وغيرها.
ختاماً، نود أن نطرح تساؤلات حول السبب الذي يجعل العالم يبطئ في استخدام التكنولوجيا المتطورة في إطفاء الحرائق حتى في الدول التي تجتاحها الحرائق هذا الصيف مثل الولايات المتحدة واليونان وإسبانيا والبرتغال والسويد على سبيل المثال، فلو أنفقنا جزءاً يسيراً من تكلفة برامج التسلح وبرامج الفضاء في العالم سوف يكون بالإمكان التغلب على مشكلات حرائق الغابات والكثير من قضايا التلويث إلى الأبد بدلاً من أن ينجم عنها إضافة جديدة للغازات الدفيئة المسببة للتغير المناخي الذي يهدد الكرة الأرضية بمجملها! فمتى سوف يأتي الوقت الذي يشعر عنده الإنسان بواجبه الأخلاقي تجاه الأرض الأم للمحافظة عليها وعلى الحياة التي احتضنتها منذ الأزل؟//