المهندس هاشم نايل المجالي
ان انقسام الناس الى فقراء مدقعين واغنياء متخمين حتماً سيؤدي الى اختلال في التوازن المجتمعي ، وتظهر المشاكل بأنواعها والعنف بأشكاله وحدوث التوتر في المجتمع وتنفلت الامور بشكل او بآخر .
وكيف اذا حدث ذلك على مستوى الدول المتجاورة بين دولة تملك من الثروات ارقاما خيالية ومظاهر الترف والبذخ ، ودولة أخرى تعاني من شح الموارد ويعاني شعبها الحاجة والعوز .
اي اننا نتكلم ان هناك من يملك اكثر مما يريد وهناك من يملك ابسط ما يحتاج اليه ، وهذا التفاوت حتماً سيخلق العديد من المشكلات والازمات وفي العديد من المجالات ، حيث ان هذه الدول الغنية تملك من القدرات والامكانيات ما يجعلها تتحكم في كثير من الامور والمعطيات على شكل احتكار الزامي للثروات والخدمات ، ويفرضون منهجهم على الدول الضعيفة .
ولو ان البشرية كانت تترك لكي يختار النشيطون مصيرهم ويختار الكسالى مصيرهم عندها لم يكن هناك حاجة لنتكلم عن مشكلة عدم التوازن بالامكانيات والقدرات ، او ازدياد الفقر المولد للآفات ، او ان هناك حجة للتنظيمات المنحرفة ولجوء الفقراء للتنظيم فيها .
بمعنى ان هناك دولا فقيرة لو تم دعمها وفق اسس واضحة وتم الاستثمار بها بشكل حقيقي لكانت هناك فرص لان تتقدم هذه الدول الفقيرة ويكون هناك مصالح مشتركة ومنفعة مشتركة وتوازن عادل ، بينما نجد ان حياة الغاب اصبحت سائدة .
القوي يسعى لان يفترس الضعيف في زراعة تنظيمات ارهابية يدعمها ويمولها حتى يحطم الدولة الضعيفة لمجرد انها نهضت وقامت بالاعتماد على ذاتها في بناء حضارتها ، اي ان صعود اي دولة ضعيفة الى مستوى افضل اصبح يزعج الدول الغنية المرفهة في علاقة الاسياد مع العبيد لكي يبقى العبد يخاف من سيده ويبقى في حاجته من اجل لقمة عيشه وحياته ، بل يصادرون ايضاً من الاخرين ما هم ليس بحاجة اليه لكي تبقى تلك الدول ضعيفة والاصعب من ذلك كله عندما تصبح الدولة الضعيفة يوماً ما قوية فان الوضع سوف يزداد سوءاً .
ان هذه نظرة ليست تشاؤمية بالمعنى الذي يراه البعض بل المعطيات تشير الى ان الدول الضعيفة التي عانت من تدخل الدول الغنية في تدمير بلادها لن تنسى ذلك ، وسيسود الشر يوماً ما بينهما بأشد قسوة مما نتوقع ، واكثر تعبيراً عن حجم المعاناة التي ذاقتها الدول الضعيفة .
لكن موارد الدول الضعيفة هي كما كانت سابقاً كذلك القوى البشرية العاملة وامكانيات الاستثمار العابر للقارات في كافة المجالات ستحظى بها آجلاً ام عاجلاً وستعود الى بناء قوتها بشكل منظم وحضاري وتقني اكثر مما كانت عليه ، خاصة اذا دخلت في تحالفات تحميها من تدخل تلك الدول الغنية المستبدة بل تحجم دورها ، وستفقد تلك الدول الغنية المستبدة فرص الاستثمار في الدول الفقيرة فالزراعة والطاقة وشبكات النقل الحديثة وغيرها ليست حكراً على اي دولة في ظل التنافس العالمي للاستثمار على مبدأ التشغيل واعادة التمليك ( B.O.T ) كذلك الامر السياحة بانواعها .
وسيكون هناك نمط حياة يعادل نمط الحياة للدول الغنية المستبدة يوماً ما خاصة ان حالة الفقر كانت مفروضة على الدول الضعيفة بشكل او بآخر والايام حبلى بالمفاجآت السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي ستغير المعادلات .//
hashemmajali_56@yahoo.com