د. عصام الغزاوي
بعد ان كثر في الآونة الأخير الهرج والمرج وكاد البعض يظلم العشيرة ويحملها مسؤولية حماية الفساد، فاجأت عشيرة اللوزيين الاردنيين ببيان لاقى إستحسانهم واعاد للعشيرة قيّمها السمحة ومبادئها العادلة، أعلنت أنها لن تقدم أي غطاء عشائري او اجتماعي لمن قاموا بالإعتداء على رقيب السّير، وإنه لا يسعهم إلا تأكيد التزامهم بسيادة القانون وأحكامه على الجميع، فالكل تحت مظلته التي تكفل العدالة والمساواة.
هذا الموقف ليس غريباً عن عشيرة اللوزيين التي يربطها جد واحد، أي ان جميع أفراد العشيرة أقارب، يكفيها مأثرة تقديمها "600 دونم" من أجود أراضيها الزراعية خصوبة وموقعا وتربة بدون تعويض في عام 1936م بناءً على إقتراح الملك المؤسس لإقامة مستنبت زراعي.
وفي عام 1968 إستملكت الحكومة "600 دونم" جديدة من أراضي العشيرة لتوسعة الجامعة الاردنية، وموقع الجمعية العلمية الملكية، وموقع المركز الجغرافي بتعويض لم يتناسب مع قيمتها الحقيقية، رحم الله رجال اللوزيين الذين كانوا يتقدمون الرَّكْب، الشيخ الشاعر عبدالله اللوزي "ابوقبلان" الذي زاره الشهيد وصفي التل قبل إستشهاده ببضعة أيام بعد ان اشتد به المرض وقال وهو يهم بمغادرة منزله وقد لف الحزن وجْهَه.
( عبدالله اللوزي اصدق من عاملت واذكى من قابلت ، شافاه الله وعافاه)، ودولة احمد اللوزي والشيخ مفلح اللوزي الذي إستضاف رئيسة وزراء بريطانيا في بيت شعر في منزله بناء على طلبها، واهداها حصانا عربيا أصيلا، وغيرهم من رجال الوطن الشرفاء الطيبين، رجال كانوا قادرين على لجم كل شر وشرير، يطفئون نار الفتنة ولا يسمحون بإشتعالها، ما يرضون بالحيف ولا بالظلم، فكاكين للنشب... أملنا كبير ان تحذو كافة العشائر الاردنية حذو عشيرة اللوزيين، وعدم تقديم أي غطاء عشائري لأي فاسد//.