زاوية سناء فارس شرعان
يحرض الرئيس الامريكي دونالد ترامب على اساءة العلاقات مع حلفاء امريكا وتحويلهم الى اعداء بعد ان كانوا اصدقاء … وخير دليل على ذلك التوتر بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في ضوء التشديد الامريكي على دفع الدول الاوروبية مساعدات مالية لحلف «الناتو» وعدم القاء العبء على واشنطن في تحمل الاعباء المالية للحلف…
ومن الدول الحليفة لواشنطن التي تشهد توترا في العلاقات مع الولايات المتحدة تركيا حليفة واشنطن في الشرق الاوسط وحلف الناتو والحليفة الكبرى في شرق المتوسط حيث تحرص واشنطن على حماية اسرائيل وتزويدها بالمال والسلاح الذي تحتاجه حيث توترت العلاقات بين الجانبين بعد اصدار محكمة تركية حكما على قس امريكي بالاقامة الجبرية بعد اعتقاله مدة ٢١ شهرا بتهمة التجسس والعمل لصالح المعارض التركي فتح الله غولن الذي نفذ انقلابا فاشلا في تركيا …
امريكا هددت تركيا بضرورة الافراج عن القس والا ستفرض عقوبات ضدها وفعلا فرضت واشنطن عقوبات ضد وزيري العدل والداخلية في تركيا ما حدا بتركيا الى اتخاذ قرار مماثل ضد وزيري العدل والداخلية الامريكيين ما يهيء العلاقات الثنائية الى مزيد من التوتر والعقوبات …
وفي حقيقة الامر فان العلاقات التركية الامريكية يشوبها التوتر منذ فترة طويلة وسوء العلاقات ليس رهنا بقضية القس الامريكي فمنذ اندلاع الثورة الشعبية السورية ضد الدكتاتور بشار الأسد بهدف اسقاط حكمه والاستعاضة عنه بحكم اكثر ديمقراطية واكثر عدلا ورحمة واستجابة لمطالب الشعب والعلاقات بين انقرة وواشنطن تشهد توترا متصاعدا … فتركيا ابدت رغبتها باسقاط نظام الاسد واتاحة الفرصة للشعب السوري للتحرر واقامة نظام ديمقراطي يتبنى حكم الشعب وضمان حقوق الانسان فيما رفضت واشنطن اسقاط نظام الاسد متبينة الموقف الاسرائيلي الذي يرى في نظام دمشق نظاما حليفا لم يطلب رصاصه واحدة على اسرائيل منذ وقف اطلاق النار بين الجانبين عام ١٩٧٣
ورفضت واشنطن مطالب لتركيا بدعم المعارضة السورية وتسليحها وتزويدها بالمساعدات اللازمة واقامة مناطق آمنة في شمال سوريا لاقامة اللاجئين فيها وتدريب رجال المعارضة والتخلي عن دعم قوات سوريا الديمقراطية التي تسعى الى الانفصال عن سوريا واقامة دولة كردية او اقامة حكم ذاتي في منطقة الجزيرة في اقصى شمال شرق سوريا …
واخيرا تعهدت امريكا بعدم تزويد قوات سوريا الديمقراطية بالسلاح الحديث واخراج هذه القوات من منبج …
ثمة خلافات جديدة تعصف بالعلاقات التركية الامريكية تكمن برفض واشنطن لحصول تركيا على صواريخ ٤٠٠ س من روسيا ما ادى الى تحفظ امريكا على تزويد انقرة بطائرات ف ٣٥ رغم اتفاق سابق على ذلك …
ومن ابرز الخلافات التي استجدت بين البلدين مقاطعة النفط الايراني حيث رفضت تركيا طلبا امريكيا بحظر استيراد النفط الايراني كما رفضت هذا الطلب ايضا كل من الصين التي تستورد ٣٥ في المائة من النفط الايراني والهند بالاضافة الى تركيا الامر الذي سيؤدي الى مزيد من التوتر في العلاقات بين انقرة وواشنطن …
استمرار التصعيد في العلاقات بين تركيا وامريكا من شأنه عرقلة ايجاد حل سلمي للازمة السورية وستبقى العلاقات متوترة طالما ان اسرائيل لا تنظر بعين الراحة الى السياسة التركية ازاء الأزمة السورية وازاء القضية الفلسطينية ورفع الحصار المفروض على غزة …
اللقاء بين وزير الخارجية الامريكية بومبيو ونظيره التركي اوغلو وصف بانه جيد حيث سيعمل الجانبان على حل الخلافات بين الجانبين وبانتظار ذلك فان العلاقات الثقافية ستشهد مزيدا من التوتر والتصعيد … !!!