بني مصطفى: مذكرة التفاهم تهدف لترسيخ الشراكة واستمرار التعاون مع البلقاء التطبيقية انقطاع جزئي مؤقت في الخدمات الرقمية وتطبيق "سند" يومي 19 و26 تموز وزير الخارجية يلتقي نظيره المصري سفارة جنوب أفريقيا ومبرة أم الحسين تحتفلان باليوم الدولي لنيلسون مانديلا الأردن يدين إقرار الكنيست الإسرائيلي لمقترح يعارض ويستهدف منع إقامة الدولة الفلسطينية الجامعة العربية تدين إعلان الكنيست الإسرائيلي برفض إقامة دولة فلسطينية خرفان يكرم المفوض العام للأونروا و المشاركين في حملة النظافة في مخيم البقعة وزيرة النقل تطلع على واقع الخدمات بمطار الملكة علياء والجهود المبذولة لتطويرها ارتفاع عدد شكاوى البيع الإلكتروني 2% خلال النصف الأول من العام الحالي ختام ورشة فن الممثل وصناعة الافلام وزير الصناعة يوعز بتكثيف حملات التعريف والتوعية بحقوق المستهلك إغلاق 28 فندقا في البترا لنقص السياح وزير الأوقاف يفتتح ملتقى خيريا في كفريوبا وزير الزراعة يفتتح مشروعا للطاقة الشمسية في معان ويتفقد محطة "اوهيدة" "الأعلى لذوي الإعاقة" يصدر تقريره لشهري أيار وحزيران مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي بني ياسين والحمود الأمن: ضبط شخص ظهر بفيديو تخريب وقلع الأشجار في الكرك الدكتور ابو غزالة: " الشبكة العربية للإبداع والابتكار، مستقبل أمة.. " أورنج الأردن تشارك في ملتقى "تعزيز مشاركة المرأة ذات الإعاقة اقتصادياً في القطاع الخاص" حالة الطقس المتوقعة الخميس والجمعة
كتّاب الأنباط

البحث عن الخلود ... !!!

{clean_title}
الأنباط -

 م. هاشم نايل المجالي

 

ان انسانيتنا كبشر تحتم علينا الانسياب نحو الشهوات وحبنا للدنيا ونعيمها ، فنحن لسنا ملائكة ولا احد ينجو من الوقوع في المعاصي ، لكن ضعفنا هذا يجعلنا نعيش وكأننا في قرية صغيرة يتهيأ لنا فيها اننا اصحاب الصواب فنستمر في اتباع اهواء النفس والعيش في ظل الذنوب ، لكنه يبقى شيء لا تستحمله الانفس لفطرتنا التي خلقت على فعل الخير فلن نستطيع الا اتباع الطريق المستقيم ، لأننا موقنون ان سبب اضطراب انفسنا كان فراغ قلوبنا من الايمان، قال تعالى ( ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ) لذلك فاننا نستغيث دوماً بحبل من حبال التوبة لمن يدركه فمن يتمسك به هنيئاً له .

قبل عدة سنوات اعلن اخصائي الجينات في جامعة كامبريدج ( اوبري دي غراي ) عن خريطة طريق لاطالة عمر الانسان عبر تغيير الخلايا في الدماغ للتحكم في الشيخوخة ، كذلك العالم والباحث في جامعة هارفارد

( جورج ايفان ) عبر التحكم بجزيئات البروتين والتي تعتبر المسؤولة عن تقصير الحياة الطبيعية لدى الانسان .

وتتوالى الابحاث لايجاد طريقة لمد عمر الانسان وتأخير الشيخوخة لاطول مدة ممكنة ، والذي اصبح هاجساً كبيراً لدى تالكثيرين من البشر للبحث عن الخلود خاصة عند الذين تتوفر لديهم الامكانيات المادية والقدرات والصلاحيات التنفيذية والسلطة والجاه ، في الوقت الذي فيه منطق الاديان السماوية تتحدث عن الحياة ما بعد الموت وعن الثواب والعقاب وعن الجنة والنار .

فكيف ستتصالح الفكرتين مع بعضهما البعض فالحياة رغبة بشرية لدى الكثيرين من اجل الخلود ومن اجل مواجهة المجهول الغامض المرعب الموت الذي بيد الله عز وجل والذي لا يعرف عنه احد اي شيء ولا جواب له سوى انه بيد الله ، فاذا كان هناك من البشر من يعتبر نفسه انه مخلد وانه لا يوجد موت فيعمل ما يريد ويشاء ومنهم من يصنع الحروب ويفتك بالبشر وينهب ثروات البلاد لتحقيق مصالحه اولاً واخيراً ويبث الكراهية رغبة منه باظهار القوة والتفوق والتميز والسيطرة والهيمنة حينها كم ستدوم تلك الكراهية وتستمر عندما يعتبر نفسه انه مسيطر للأبد وانه مخلد ، كلنا يعلم ان الموت بأي شكل كان يقطع حبل الضغينة والكراهية حتى لا تستمر بين الاشخاص ، فادركنا للموت يجعلنا نرى الحياة بمنظور آخر ان علينا ان نتصالح مع انفسنا ومع الاخرين ، حيث نحسب الف حساب للمحاسبة وان لا انسان يأخذ معه شيئاً سوى اعماله الصالحة والخيّرة وسيحاسب على كل شيء سيء قام بعمله وفعله .

فادراكنا للموت هو ما يجعلنا نرى الحياة وكيف علينا ان نتصرف ونفعل ونتعامل ونتعبد لان الموت ينهي الادراك وينهي الحياة ، فنحن ننحاز للانسان الذي نحبه خشية ان نفقده يوماً ما ، بينما الذين يعتقدون انهم مستمرون الى الابد فانهم سوف يفقدون الاحساس بذلك ، ان ما يخلق الشغف بالحياة هو الشعور والاحساس بفقدها يوماً ما والوعي والادراك بذلك واذا كان العلم والابحاث والدراسات ستحقق ذلك فان استمرارية الحياة ستكون للأغنياء فقط ولاصحاب النفوذ والسلطة لكن لن يستمتعوا بذلك .

اما الفقراء فلهم الحروب والامراض والموت السريع والمبكر ، وهناك قول اشتهر على ألسنة الناس على انه حديث ( اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) ، انه الحث على العمل للآخرة والاستعداد لها ومن اجل لقاء الله عز وجل بالعمل الصالح .

والشق الاول هو الحث على الزهد بالدنيا والاخلاص بالعمل وحضور النية والقلب بالطاعات والعبادات ( صلّ صلاة مودع ) ، وعدم ظلم الاخرين وعدم التجبر بالضعفاء والمحتاجين وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما اذا اصبحت فلا تنتظر المساء واذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك قال تعالى ( واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله ثم توفّي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) كذلك ( فأما اليتيم فلا تقهر واما السائل فلا تنهر ) .

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ، وقال الامام الوردي القدر موكل بالمنطق راقبوا كلماتكم وراقبوا ما تقولُ السنتكم فما تقولوه تتلقاه نفسك لذا اختار احسن ما تطلبه من الله والحقه بالدنيا والآخرة .

الانسان اينما كان موقعه العملي ومكانته الاجتماعية وصلاحياته وسلطته وقدراته فليعلم انه تحت رحمة الله في كل لحظة ، فليعمل حتى الناس تدعو له بالصحة والخير وتذكره بالطيب ، فللموت رنين بالذاكرة يصدح عند تذكر اسمائهم نستشعرهم بحواسنا نكاد نبصرهم في كل مكان فرحم الله ضحكة لا تنسى وملامح نحبها لا تغيب عن البال واحاديث لهم اشتقنا لسماعها ، فرحم الله روح غالية علينا طيب ذكرها ونذكر افعالهم واعمالهم الخيرة المعطاءة وهي تحت الثرى .

ان الحياة كلها مرور وهي كالحلم القصير وهي من صنع ايدينا ، وعند استيقاظنا من هذا الحلم سنجد وقتها الميزان ليذكرنا بما صنعنا لذلك فلنصنع خيراً حتى نجعله جديراً بالتذكر حينها ولنجعله اجمل استيقاظ .//

              

 

hashemmajali_56@yahoo.com