دراسة: ChatGPT يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟ في وضح النهار.. سرقة كنز وطني من متحف فرنسي دراسة تكشف علاقة غريبة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم العالم الهولندي يتنبأ بزلزال عظيم بعد العاصفة لأول مرة بالموعد و المكان خلال ساعات بهذه البلاد الموجة الباردة تستمر نصائح وتحذيرات من الأرصاد الجوية" بيان صادر عن ديوان أبناء مدينة السلط في العاصمة عمان (تحت التأسيس) جيش الاحتلال يشن سلسلة غارات جديدة على بيروت الزراعة الذكية... تقنيات حديثة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في ظل النمو السكاني والتغيرات الإقليمية اللقيس: المنخفضات كتل ضخمة من السحب وتأثير مفاجىء ل"عدم الاستقرار" يارا بادوسي تكتب : حادثة الرابية: التهويل الإعلامي وتأثيره على صورة الأردن الاقتصادية أحمد الضرابعة يكتب : عملية الرابية.. فردية أم منظمة ؟ حسين الجغبير يكتب : بهذا لا نسامح زراعة الوسطية تدعو أصحاب آبار تجميع مياه الأمطار لتجهيزها بلدية الكرك تعلن حالة الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض عربيات : سلامة رجال الأمن واجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي واجب مقدس مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية نتائج مثيرة في البريميرليغ والليغا.. فوز ليفربول القاتل وتعادل فياريال مع أوساسونا صالح سليم الحموري يكتب:جراحة ذاتية لعقلك محمد حسن التل يكتب :نقطع اليد التي تمتد الى أمننا ..

"كركبة" شعب

كركبة شعب
الأنباط -

"كركبة" شعب

 

حسين الجغبير

 

لن نكون واقعيين، ونتخيل المشهد التالي، لنحكم على حقيقة الوضع، ونعترف، لأن ذلك بلا شك هو بداية لحل الأزمة الاجتماعية التي يعيشها المجتمع الأردني، في ظل التطور التكنولوجي المتصاعد، وانسياق شريحة كبيرة من أبناء الوطن نحوه بصورة سلبية، تؤثر على مكونات هذا المجتمع من كافة النواحي.

المشهد يقول، دولة تزيد مساحتها عن 89 ألف كيلو متر مربع، بأرضها، وفضائها، وسكانها الذين يتجاوز عددهم 9 ملايين نسمة، بثقافتها، لا تتوانى عن تضييع ساعات، وأيام، في الحديث عن قضايا، أغلبها سطحية، وبعضها شائعات، والجزء الصغير المتبقي عبارة عن آراء في معظمها لا فائدة منها، هذا الحديث الذي يتناقل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي كما النار في الهشيم، يؤرق، و"يكركب" هذه الدولة بكافة مكوناتها.

في العودة للقضايا التي تناولها الأردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الحالي، فإنها تنحصر في ملفات لا نهكة لها، أبرزها زيارة الفنانة أحلام للبتراء على متن طائرة عسكرية مستأجرة، وكأن هناك جريمة بشعة ارتبكت بحق الوطن.

الأردنيون، للأسف، لم يعد يشغلهم قضايا أكثر أهمية، وتناسوا أنهم يعيشون في وطن، يعاني من الجوع، والفقر، والبطالة، واقتصاد متدهور، وحركة تجارية مهترئة جراء الأسواق الخارجية المغلقة، نتيجة الظروف الامنية التي تمر بها دول على رأسها سورية والعراق.

الأردنيون، للأسف، لم يعد يشغلهم، ضعف المنظومة السياسية، جراء غياب الأحزاب السياسية، وهزلية الدور الحقيقي للنقابات المهنية. لم يعد يشغلهم شبكة النقل البالية، ووضع الطرق الذي ينهي يوميا حياة أبناء هذا الوطن، وآخرها المجزرة التي وقعت خلال اليومين الماضيين وراح ضحيتها 12 فردا.

الأردنيون، على ما يبدو تناسوا أنهم يعيشون في وطن يغرس الفساد أنيابه في جسده، ويمزقه كما يمزق المفترس فريسته، بلا رأفة أو رحمة. لم يعد أحد يدرك أن الأمنيات قتلت، والآمال يخفت بريقها يوما بعد يوم.

لم يعد يشغلهم للأسف، أن الأردن محاصر اقتصاديا وسياسيا، ولهذا الحصار مخاطره الأمنية والاقتصادية. كما لم يشغلهم تردي الحالة الرياضية، وتراجعها إلى الخلف، وسوء الوضع الثقافي، و.....، ولم يشغلهم أيضا، أن لا انجازات تحقق في أي مجال من المجالات.

الأردنيون، وللأسف تناسوا كل ذلك، وهناك الكثير يذكر أيضا، وانشغلوا بزيارة أحلام للبتراء، يومان من الحديث عن الموضوع، يومان من تصفح جهاز هاتف صنعه الآخرون لنا، يقرأون ما يكتب على صفحات إلكترونية أنشأها أناس يفكرون ويبدعون، يستهلكونها، دون أن يفكروا بأن ما يكتب أو يقرأ، لا قيمة له، ولا فائدة.

أصبحنا منشغلين في اغتيال الشخصية، وغدونا محترفين في سرعة نقل الأخبار التي لا تعدو سوى أن تكون قصصا فيها ملهاة، ولغو، وغمز.

ولنكن واقعيين بعد هذا المشهد، ونعترف بأننا شعب لا يعرف بوصلته، ولا يدرك إلى أين الأمور تسير، وإلى أي مرحلة من اللهو بلغنا. لنكن واقعيين ونعترف بأننا "لسنا سوى سلبيين//".

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير