لا نملك سوى الاعجاب والتقدير ومعهما التحية للاتحاد العراقي لكرة القدم ..الذي قدم القيم والمبادئ والمنافسة الشريفة ..على ما سواها من اعتبارات لا تمت للرياضة واخلاقها بصلة عندما قرر اعفاء مدرب منتخب الناشئين وجهازه المساعد من مهمته ..وهم في طريق المغادرة من مطار بغداد الى عمان للمشاركة في بطولة غرب اسيا للناشئين ..بعد اكتشاف واقعة تزوير اعمار 9 من لاعبي الفريق وفق جوازات سفر ثبت من خلال الاجهزة الامنية في المطار انها غير شرعية ..وفيها تلاعب باعمار اللاعبين من أجل تسهيل مهمة خوضهم لمنافسات البطولة المخصصة اصلا لمنتخبات الناشئين .!!
تلك الحادثة التي اسمتها وسائل الاعلام بالفضيحة ..تعيدنا الى الكثير من الوقائع والاحداث التي وقعت على هذا الصعيد في مناسبات مختلفة مشابهة لما حصل مع المنتخب العراقي ..وفي بطولات الناشئين والشباب .. وكان ابطالها بعض المنتخبات العربية ..لمنتخبات الفئات العمرية من أجل البحث عن مكسب وانجاز وبطولة تحصدها بمثل تلك الوسيلة غير الرياضية والمنافية تماما لكل الاعتبارات الاخلاقية الرياضية التي تحض على المنافسة الشريفة وخصوصا عندما يتعلق الامر بلاعبين لا زالوا يتعلمون وينهلون من اصحاب الخبرة ومن المفترض ان يسيروا على دروب الصدق والاخلاق الحميدة ليكونوا بحق بناة المستقبل لكرة القدم العربية ..!!
عالج الاتحاد العراقي الموقف بشجاعة ومسؤولية .. وحدد الاطراف المعنية وانهى ارتباطاتهم بالمنتخب ولم يأبه لكل ما يمكن ان يقال ..ما دام يتبع في قراره للمبادئ والقيم ومحاربة التزوير ..الامر الذي من شأنه ان يؤسس لمسيرة جديدة تخطها كرة القدم تحافظ من خلالها على اهمية زرع المبادئ والقيم في نفوس الجيل الصاعد من نجوم الكرة الصغار ..وتبعدهم عن كل ما من شأنه ان يجرفهم الى الطرق الملتوية بهدف الوصول الى اقصر طرق الفوز عبر تلك الاساليب اللااخلاقية ..!!
كثيرة هي المواقف التي حصلت مع منتخباتنا الوطنية للفئات العمرية .. في حوادث مشابهة كان خلالها التزوير في اعمار اللاعبين يحرمنا من انتصارات متاحة .. وكثيرا ما شكا مدربونا من تلك الاساليب غير الرياضية التي تمارسها بعض المنتخبات من أجل تسهيل الحصول على البطولات .. ..لكن السؤال لماذا لا تشدد الاتحادات الرياضية العربية اجراءاتها تمهيدا للقضاء على هذا السلوك ..ما دمنا نتكلم بالقيم ونقدم كل يوم دروسا لا نجيد تطبيقها ..كل التحية للموقف العراقي الجميل !//