د.محمد طالب عبيدات
بَطَرْ النعمة يتأتّى من خلال عدم شكرها بحيث يتم صرفها متبجّحين بها، فأحياناً نرى التجمّل من خلال بَطَرْ النعمة فيتم الصرف دون هدف هنا وهناك، وربما يتم ذلك لغايات 'الشوفيّة' أو 'الفشخرة' لتسليط الضوء على مَنْ يمارس حياة البطر:
1. غالباً الناس البطرانة لا تدرك قيمة التعب والعمل لجلب المال والذي يأتي كالسلحفاة ويذهب كالفراري، ولو أدركوا ذلك لحافظوا عليه.
2. أمثلة على البطر والتجمّل تشمل: شراء المركبات الفارهة لشباب بمقتبل العمر، إقامة الولائم التي تكفي أضعاف المعزومين، دلع الشباب في المصروف اليومي، الأفراح المبالغ فيها لغايات الشهرة، تفاخر الناس بالماركات، تغيير الأثاث بإستمرار وفق الموضات، وهكذا.
3. حتى مناسبات الأتراح بات البعض يتصرف بها بإسلوب البطر والتجمّل ليتحدث الناس عمّا يقدموه في بيوت العزاء من كرم وضيافة.
4. أمّا الخليويات أو الهواتف النقّالة فحدّث ولا حرج، إذ أصبحت شركاتها تقدّم الماركات الجديدة تباعاً فيُقبل المستخدمون على تبديلها دونما حاجة، والنتيجة خسارة مادية فقط دون قيمة مضافة.
5. أصبح الناس لا يوائمون بين مدخولاتهم الماديّة وحاجاتهم الحقيقية من السلع وغيرها، ولهذا بات معظمهم مديونين للبنوك.
6. مطلوب الواقعية في الصرف وعدم التجمّل، ومطلوب الإستثمار الأمثل للسلع والبضائع دونما رياء أو شوفيّة.
بصراحة: مجتمعنا أصبح إستهلاكياً ونمطياً ومباهياً ولم يعد واقعياً وطبيعياً في حياته اليومية وتصرفاته، ونحتاج لتغيير هذه الثقافة المجتمعية الدخيلة علينا، وخصوصاً في ظل ما نعاني من أزمات إقتصادية صعبة.
صباح الواقعية والبعد عن البطر والتجمّل.//