دعوات دعم الرئيس
بلال العبويني
خلال الأيام الماضية، ثمة من عرض الخروج باعتصام أو مسيرة لدعم رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في المضي قدما بملاحقة هوامير الفساد، وكشف المزيد منها تحديدا تلك التي يتم تداولها منذ سنوات.
وثمة أنباء تحدثت أن الرئيس لا يرغب بقيام أحد بمثل تلك الوسائل للتعبير عن دعمه، على الرغم من أن الفكرة إيجابية بحد ذاتها عندما نشهد انقلابا في المزاج الشعبي بين الخروج للمطالبة بإقالة رئيس وبين الخروج إلى الدوار الرابع لدعم خطوات وإجراءات رئيس.
على العموم، دعم الرئيس في جهود الإصلاح ومكافحة الفساد له من الأهمية بمكان في إعطاء رئيس الوزراء شرعية ودعما لما يقوم به، ومنحه الدعم اللازم الذي لا يجعله يلين أمام ما سيوضع أمامه من معوقات وتحديات تحديدا من طبقة المفسدين ومن لهم مصلحة بالواقع القائم.
لذلك، إن كان الخروج إلى الشارع غير مناسب للتعبير عن وجهة النظر هذه، فمن الممكن أن تقوم المؤسسات الأهلية من أحزاب وجمعيات ومنتديات وصالونات بمبادرات من مثل تنظيم فعاليات تحت عنون دعم الرئيس في جهود مكافحة الفساد، ومن اجل اقتراح وسائل وأدوات لكيفية التعامل مع مختلف القضايا ذات الاهتمام العام من مثل قانون الضريبة أو اقتراحات تتعلق بكيفية رفع الضغط الاقتصادي الواقع اليوم على كاهل الأردنيين، أو ما تعلق باقتراحات مختصة بالشأن السياسي كقانون الانتخاب والأحزاب وغير ذلك.
يمر الأردن في هذه الأيام، بمرحلة بالغة الحساسية، وليس ذلك مرتبطا فقط بمكافحة الفساد فحسب، بل له علاقة بما هو أبعد من ذلك عندما نشير إلى حياة الناس ومستقبلهم، وما يقال عن مشاريع سياسية جديدة تحضر للمنطقة كمثل صفقة القرن التي يرى الكثيرون أنها ستنحي الحلم الفلسطيني وأنها ستكون دون أدنى شك على حساب الأردنيين.
كما ويرتبط ذلك بالإساءات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على المقدسات في القدس، دون أدنى شعور من السلطات الإسرائيلية بما هم موقعون عليه من اتفاقات ومعاهدات.
لذلك، دعم الرئيس اليوم واجب، فليس من المؤكد أن يأتي بالمستقبل القريب رئيس للوزراء يحظى بذات المكانة المحترمة عند المواطنين.
فالكثير من المواطنين اليوم يصدقون حسن نوايا الرئيس ومعجبون حتى اللحظة بأدائه، ويأملون منه المزيد، وهذا المزيد قد يتبخر إن ترك الرئيس وحده دون دعم ومؤازرة جماهيرية، ذلك أن المرحلة صعبة ومعركة الفساد لا يقدر رئيس لوحده على خوضها دون مزيد من الدعم وعلى كافة المستويات التي أهمها الشعبية.
إن الدعم الشعبي يضع رئيس الوزراء تحت الضغط لعمل المزيد وعدم فقدان ثقة الشارع به، بل وعدم الشعور بالإحراج والضعف أمام المد الشعبي الداعم، والكل يعلم ما يتمتع به الرزاز من صفات أخلاقية ما يجعله ملتزما بعدم التراجع عما وعد به وعما قام به حتى اليوم.
لذا، على جميع الفعاليات أن تبادر إلى نشاطات وندوات وفعاليات داعمة لإجراءات مكافحة الفساد على أقل تقدير في هذه المرحلة الحساسة، وإن كان الخروج للشارع ليس محببا فلا بأس بالمحاضرات والمقالات وحتى "البوستات" على وسائل التواصل الاجتماعي.//