ودعنا الجسد ولم نودع الروح والذكريات الاثيرة والمسيرة الجميلة ..والصفات النبيلة والاخلاق الحميدة التي تحلى بها الرياضي العزيز الذي غادرنا قبل ايام المرحوم " سعيد شقم " صاحب المشوار المشرف والمواقف المعروفة التي ميزت مشواره الرياضي ..ان كان على صعيد رياضته المفضلة التي مارسها طويلا وابدع فيها وحقق من خلالها العديد من الانجازات والبطولات " كرة السلة " او من خلال الرياضات الاخرى التي اهتم بها كثيرا بحكم مواقعه العديدة اداريا ووزيرا للرياضة والشباب ورئيسا للنادي الذي ترعرع فيه واحبه وبذل في سبيله الكثير النادي العريق ..الاهلي .
الغريب ان الراحل الذي ارتبط معنا نحن معشر الصحفيين بعلاقات جيدة ودودة وجميلة ..لم يكن مثل غيره من المسؤولين الذين يحرصون على التقرب من الاعلام وكسب ود العاملين به دوما ..لا بل ان فترة توليه وزارة الشباب والرياضة شهدت خلافا حادا في وجهات النظر ما بينه وبين الاعلام الرياضي بسبب اصراره على انهاء الارتباط ما بين الوزارة التي تولت وقتها الاشراف على الاتحادات الرياضية ..وما بين اتحاد الاعلام لايمانه بأن الاعلام يجب ان يكون حرا مستقلا من غير تبعية لاية جهة كانت ..حتى تتاح له حرية النقد والتوجيه والاصلاح بحرية ودون قيود ...!
هذا القرار الذي نفذه المرحوم لاحقا ..على الرغم من خطورته باعتباره يمس قطاعا يحرص كل المسؤولين على نيل رضاه ..الا ان الراحل شقم اراد ان يصوب وضعا خاطئا ..بعزل الاعلام الرياضي عن وضع الهيمنة الذي تمارسه الوزارة ليغدو حرا صريحا قويا لا يخشى سطوة مسؤول او تجبر وزير ..الامر الذي اعادنا للتذكير بما يحصل اليوم ..حيث عاد الاتحاد الى حضن اللجنة الاولمبية وبات اسيرا لكل قراراتها الى جانب التجاهل الذي تمارسه مع الاعلام الرياضي في قضية الايفاد مع الوفود الرياضية او الاعتراف حتى بالهيئة العامة التي ضاعت وسط تناقضات وخلافات زملاء المهنة ..!!
سعيد شقم لم يكن مجرد رياضي مارس دوره وأدى رسالته ثم غادر ..لقد كان بحق من المع الاداريين الرياضيين الذين مروا على رياضتنا ..بالفكر المتوقد والحلول الرائدة التي كان يقدمها ..بدليل ان النادي الاهلي استعاد حضوره اللافتوبات خلال سنوات مضت مؤسسة رياضية كبرى تقدم الابطال وتساهم في تقدم الرياضة وازدهارها بعد ان عادت فرقه لصدارة المشهد الرياضي ..رحم الله فقيدنا ابا كريم ..سنفتقد في غيباك الكثير ..//