دبي - البوابة العربية للأخبار التقنية
أصبحت لعبة Fortnite Battle Royal المشهورة والمطورة من قبل شركة Epic Games متوفرة تقريبًا لكل منصة، حيث تعد أكبر لعبة في العالم، مما جعلها تتحول إلى ظاهرة ثقافية عصفت بالعالم، وشكلت نقلة هائلة في مجال الألعاب، حيث ارتفعت عدد المستخدمين النشطين شهريًا إلى أكثر من 125 مليون مستخدم في أقل من عام، إلا أن هناك الكثير من الأشخاص غير المعجبين بالمحتوى العنيف الذي توفره، إذ تتمحور فكرة لعبة إطلاق النار حول أنك غير مسلح ومحاط بما يصل إلى 99 لاعبًا يحاولون قتلك.
وتسببت اللعبة في إثارة الجدل في جميع أنحاء أستراليا، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة ذا هيرالد صن Herald Sun، وفي حين يعتقد البعض أنها لعبة أخرى غير مؤذية حصلت على اهتمام كبير بشكل يشابه الاهتمام الذي حصلت عليه لعبة الواقع المعزز بوكيمون جو Pokemon Go، إلا أن البعض الآخر يعتقد أنها لعبة مؤذية ويحاولون حظرها، وذلك تبعًا لمحتواها العنيف للغاية بالنسبة للأطفال، كما أن الطبيعة الإدمانية للعبة تؤثر على كيفية تصرفهم في الفصل الدراسي.
وارتفعت شعبية Fortnite Battle Royal، الصادرة في شهر يوليو/تموز من العام الماضي، بمجرد إطلاق نسخة مجانية في شهر سبتمبر/أيلول، مع توافر القدرة على لعبها عبر منصات الألعاب والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسب، وجرى تنزيلها أكثر من 45 مليون مرة منذ أن تم وصفها على أنها ذات تأثير إدماني مشابه لتأثير لعبة ماين كرافت Minecraft.
وتعهدت الشركة المطورة للعبة Epic Games بدعم المباريات الرياضية الإلكترونية ضمن منافسات Fortnite Battle Royal الرسمية بمبلغ 100 مليون دولار أميركي على شكل جوائز خلال هذه السنة، كما أن هناك فرصة لكسب المال من خلال تعليم اللاعبين الآخرين، إذ هناك أشخاص ينشرون خدماتهم التعليمية على منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى توافر فرصة لكسب المال من خلال البث على مواقع التواصل الاجتماعي مثل Twitch.
ويبدو أن المال ليس السبب في جذب اللاعبين الشباب، إذ تقول ليوني سميث Leonie Smith، واحدة من أبرز خبراء السلامة الإلكترونية في أستراليا، إن الأطفال متحمسون للغاية للعبة، وقد سمعت مخاوف من المعلمين الذين لا يمكنهم إبقاء موضوع Fortnite Battle Royal خارج الفصل الدراسي.
وتضيف سميث: "التعليقات التي أتلقاها من أولياء الأمور والمعلمين تشير إلى أن اللعبة تسبب إدمانًا كبيرًا، والأطفال يلعبونها بشكل كبير، ثم يذهبون إلى المدرسة ويتحدثون عنها باستمرار، بل ويشاهدون مقاطع فيديو لأطفال آخرين يلعبونها، إنها شيء استهلاكي للغاية بسبب التشويق الذي تحدثه الرغبة بلعبها بشكل أفضل".
وذكرت صحيفة ديلي ميل Daily Mail البريطانية في الشهر الماضي أن وزير الثقافة البريطاني مات هانكوك Matt Hancock أبدى قلقه اتجاه الآباء بسبب الطبيعة الإدمانية للعبة مع إصداره تحذيرًا للآباء.
وقال هانكوك لصحيفة ديلي تلغراف Daily Telegraph: "قد يكون هناك تأثير ضار على حياة أطفالنا عند استخدام الأجهزة لوقت طويل، سواء كان ذلك من خلال منصات التواصل الاجتماعي أو ألعاب الفيديو، ويجب أن يتمتع الأطفال بأمان أكبر، ونمط حياة يتضمن تمارين رياضية وتواصلًا اجتماعيًا في العالم الحقيقي".
وتريد إحدى المجموعات الأسترالية تنفيذ هذا الأمر، حيث قدمت التماسًا إلى مجلس التصنيف الأسترالي لحظر لعبة Fortnite Battle Royal بوجود أكثر من 918 مؤيدًا لعملية الحظر حتى الآن، ويذكر الالتماس أن اللعبة تجعل الأطفال عديمي الحس اتجاه العنف وأنها سوف تخلق جيلًا جديدًا من العنيفين.
وبالرغم من أن التحذيرات الخاصة باللعبة تشير إلى أنه يجب أن يلعب بها أشخاص ضمن فئة عمرية معينة هي 12 عامًا وما فوق، إلا أن ليوني سميث تعتقد أن مسؤولية الوالدين هي تحديد ما إذا كان يجب على الأطفال لعبها اعتمادًا على أنهم ناضجون أم لا، وتقول إنه لا ينبغي مقارنة اللعبة بألعاب إطلاق النار الأخرى مثل Call of Duty، وتضيف: “في حال كنت لا تحب ألعاب الرماية أو الأسلحة النارية بسبب ما تمثله، فلن تعجبك هذه اللعبة كثيرًا".
وظهر الالتماس المقدم من المجموعة الأسترالية بعد يوم واحد فقط من الإبلاغ عن خضوع فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات لإعادة تأهيل في المملكة المتحدة بعد أن أصبحت مدمنة على اللعبة إلى حد جعلها تبلل نفسها لتجنب ترك اللعبة وضرب والدها عندما حاول إجبارها للتوقف عن اللعب.