إثر وفاة طالبين منذ بدء الدورة الصيفية
الأهالي يدعون للقضاء على "التوجيهي"
خبير تربوي: رهاب "التوجيهي" سيرافق الطلبة لحين التخلص منه
عمان-الأنباط-فرح شلباية
ربط ذوو طلبة ثانوية عامة "توجيهي" حادثة وفاة الطالبين منذ بدء الأسبوع الحالي،والمتزامن مع بدء الدورة الصيفية لعام 2018،برهاب التوجيهي،مطالبين في الوقت ذاته وزارة التربية والتعليم بالمسارعة في إلغاء مرحلة التوجيهي لما يصحبها من توتر وقلق ينعكس سلبا على نفسية الطلبة.
ودعا الكثير من الاهالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة "السوشال ميديا" وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي المحافظة للرأفة بالطلبة عن طريق التخلص من التوجيهي واستبداله بطرق اخرى لتقييمهم.
فيما نعى الكثيرون عبر "الفيس بوك" الطالبين الذين وافتهما المنية بالتزامن مع بدء الدورة الصيفية،وفي التفاصيل توفي احدى طلاب مدارس الملك عبد الله الثاني للتميز ليلة السبت وكان من المقرر أن يلتحق مع أقرانه لتأدية امتحان مبحث الرياضيات،يليها خبر وفاة طالب اخر من مدارس الرضوان يوم الثلاثاء قبيل التوجه لقاعة الامتحان .
الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات،أكد في حديث مع "الانباط" على أن التوجيهي وعلى مر السنوات ربط بحالة كبيرة من التوتر والخوف ،مما تسبب في تسجيل الكثير من حالات الانتحار لكون "التوجيهي" مرحلة مصيرية في حياة اي طالب.
وقال عبيدات أن الكثير من الجهات طالبت ومنذ عشرات السنوات بالقضاء على التوجيهي،إلا أن وزارة التربية والتعليم ما زالت تتعنت لرأيها في ضرورة البقاء عليه،في ظل وجود العديد من البدائل عنه.
وتحدث عن وجود فئتين في الأردن ،الأولى تسمى "صقور الامتحان" ،والثانية تسمي "المربون الحديثون" ، وبحسب عبيدات فان الفئة الاولى تؤمن بمقولة " أن في الامتحان يكرم المرء أو يهان " ، ويعتقد أصحابها ان الامتحان فقط هو ما يحقق عدالة ين الطلاب ،ويحفز الطلاب على الدراسة الجيدة والمعلمين على التدريس الجيد،أما الثانية فهي التي تدعو للعمل في بدائل التوجيهي،وتنظر إلى التعليم نظرة تطور.
واعتبر عبيدات أن ما يحفز الطالب هو تغير أساليب التدريس لاعقد امتحانات،وبين ان فلسفة عقد الامتحان فلسفة ضعيفة تحتاج إلى تغيير سريع،وتابع القول أن وزير التربية والتعليم السابق الدكتور عمر الرزاز استطاع في الفترة الماضية التقليل من رهبة الامتحان عن طريق بعض لمسات التغيير عليه،الا ان التوتر سرعان ما يعود وذلك لارتباط الرهبة بفكرة الامتحان.
وضم عبيدات صوته إلى أصوات الاهالي المطالبين بانهاء امتحان التوجيهي ،لما له من توفير الكثير من الجهد وتقليص الكثير من التوترات المرافقة للطلبة،مع ضرورة اجراء تقييمات تربوية اعتيادية تقيس أهداف التعليم،في الوقت الذي فشل فيه الامتحان قياس مهارات الطالب،وما حققه الامتحان هو فقط قياس نسبة التلقين والحفظ لدى كل من المعلم والطالب .
واستهجن في كلامه التنسسيق الحاصل بين وزارة التربية والاجهزة الامنية ووزارة الداخلية في ضبط مجريات سير امتحان التوجيهي،مطالبا بتغيير الاساليب في علمية الضبط، سيما أن وجود نقطة امنية أمام كل مدرسة وداخل المباني في فترة عقد دورات التوجيهي يرفع منسوب التوتر والخوف لدى الطلبة.
عبيدات لم يربط وفاة الطالبين بالتوجيهي ،إلا انه ربط العشرات من حالات الانتحار المصحوبة باعلان النتائج برهبة التوجيهي،وكانت كل من مدرستي الطالبين نعتهما بمزيد من الأسى والحزن على شبابهما وتفوقهما.//