فصائل مسلحة تسارع للدخول في اتفاقات المصالحة
معركة الجنوب السوري تقترب من فصلها الأخير
سيطرة الجيش السوري على المنطقة مصلحة للأردن وفتح "نصيب" مسألة وقت
استقرار المنطقة يساعد على عودة أعداد من اللاجئين وتخفيف التوتر الأمني
عمان – الأنباط – بلال العبويني
يلتقي وزير الخارجية أيمن الصفدي اليوم في موسكو نظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث آخر المستجدات على الساحة السورية وبحث وقف إطلاق النار في جنوب سوريا.
ويسعى الأردن إلى تسريع عملية سياسية في الجنوب السوري تضمن عودة الهدوء إلى المناطق المحاذية لحدوده الشمالية، بعد انهيار اتفاق "خفض التصعيد" في جنوب غرب سوريا والذي كان قد وقعه مع روسيا والولايات المتحدة نهاية العام الماضي.
ومن أجل ذلك تدخل الأردن قبل أيام لدى المعارضة السورية لدفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الروسي بعد أن غادر معارضون الاجتماع احتجاجا على مطالب الوفد الروسي والتي رأوا أنها تعجيزية.
وكان الوفد الروسي عرض على فصائل مسلحة لإنهاء القتال تسليم سلاحها الثقيل والمتوسط، مع عودة المؤسسات الرسمية ورفع العلم السوري وسيطرة قوات النظام على معبر نصيب مع الأردن المجاور.
كما عرض الوفد الروسي، تسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية خلال ستة أشهر، مع انتشار شرطة روسية في بعض البلدات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ما أسمته مصدر سوري معارض قوله إن الروس يقدمون عرض المصالحة الذي سبق أن قدموه في كل مكان، مع استثناء أنه لا يتضمن خروج الراغبين، في إشارة إلى اتفاقات الإجلاء التي كانت تقترحها على المقاتلين الرافضين للاتفاق مع الحكومة على غرار ما جرى في الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وأضاف المصدر أن هذا الاستثناء يثير خشية في صفوف الأهالي والمقاتلين.
وفي الأثناء، وافقت فصائل مسلحة أخرى على اقتراح المصالحة الذي عرضه الوفد الروسي، ومنها فصيل "شباب السنة" الذي كان يسيطر على منطقة "بصرى الشام" بقيادة أحمد العودة.
حيث نص الاتفاق على جملة من البنود منها أن تخضع المعابر للتأمين من قبل قوات الحكومة السورية والشرطة وبإشراف من الشرطة الروسية.
وهاجم معارضون سوريون الاتفاق الذي تم بين الوفد الروسي وقائد فصيل "شباب السنة" أحمد العودة. وقال المعارض الكاتب بسام جعارة إن " مسلسل الخيانة لن يتوقف إذا لم يتم تشكيل محكمة ثورية لمحاكمة الضفادع ولتكن البداية بالساقطين أحمد العودة وخالد المحاميد".
وكان الإعلام الحربي السوري قد بث فيديو يظهر مسلحي "بصرى الشام" وهم يسلمون أسلحتهم بعد الموافقة على اتفاق المصالحة، فيما أشارت أنباء إلى أن المسلحين انضموا إلى إحدى الفرق العسكرية الروسية.
وفي السياق، أعلنت فصائل مسلحة تشكيل لجنة تفاوض موسعة تمثل الجنوب السوري بشكل كامل للوصول إلى اتفاق لتهيئة الظروف لحل سياسي نهائي يحقق طموحات الشعب السوري.
وخلال الأيام الماضية توالت سيطرة الجيش السوري على عدد من المناطق إما عبر القصف المكثف وخلخلة صفوف الفصائل المسلحة أو عبر التفاوض مع الجانب الروسي من أجل المصالحة أو الترحيل لمن يرفض المصالحة إلى ريف حلب أو إلى محافظة إدلب بعد تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري.
وتأتي تلك الأنباء، في صالح الدولة الأردنية التي تسعى إلى تسريع وقف القتال في الجنوب السوري وسيطرة الجيش السوري على كامل مناطق الجنوب بما فيها معبر نصيب/ جابر الحدودي بين البلدين.
ويؤكد ذلك، حسب مصادر تدخل الأردن لدى فصائل مسلحة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الروسي من أجل تسريع عملية المصالحة.
ورأى مراقبون أن مباحثات الصفدي مع لافروف قد تتطرق إلى ما بعد الانتهاء من العملية العسكرية في حنوب سوريا وترتيبات فتح معبر نصيب/ جابر أملا في أن يدخل الخدمة سريعا أمام تبادل حركة الركاب والبضائع في الاتجاهين.
وعانى الأردن اقتصاديا خلال السبع سنوات الماضية من إغلاق معبر نصيب وتراجع حركة التبادل التجاري بين البلدين، بالإضافة إلى تأثره من تزايد حركة اللجوء السوري باتجاه أراضيه منذ العام 2011 حتى وصل التعداد إلى أكثر من مليون لاجئ حسب تصريحات حكومية سابقة.
وتأتي أهمية معبر نصيب/ جابر في أنه يصل عبر الأراضي السورية إلى لبنان وتركيا، إلا أنه من غير المتوقع أن تكون الطريق سالكة خلال الفترة القريبة المقبلة باتجاه تركيا إلا أنها ستكون سالكة باتجاه لبنان.
وكان الأردن أعلن عن إغلاق حدوده أمام اللاجئين السوريين بعيد بدء معركة الجنوب السوري، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في إغاثة اللاجئين وإقامة تجمعات آمنة لهم داخل الأراضي السورية.
وبدأ الجيش الأردني تقديم الإغاثة للاجئين السوريين داخل أراضيهم، وأعلن في وقت سابق رئيس الوزراء عن توحيد جهود الإغاثة عبر الهيئة الخيرية الهاشمية بعد أن نظم الأردنيون حملات شعبية لجمع التبرعات الغذائية والدوائية للاجئين.
وقال مراقبون إن صيرورة الأحداث تشير إلى قرب انتهاء المعارك في الجنوب السوري لصالح الجيش السوري بما تشهده الساحة من سيطرة الجيش على مناطق واسعة ومن تزايد أعداد الفصائل المنخرطة في اتفاقات المصالحة، مضيفين أن ذلك يصب في صالح الأردن من عدة نواح اقتصادية وأمنية بالإضافة إلى مساهمته في عودة أعداد من اللاجئين المتواجدين في مخيمات اللجوء السوري.//
شرح صورة
أسلحة سلمها مسلحون للجيش السوري في مناطق الجنوب (انترنت)