** انخفاض حركة جيش بن الوليد في حوض اليرموك يعزز المقاربة الأمنية الأردنية بتسلل عناصره بين صفوف النازحين على الشريط الحدودي
** المساعدات الأردنية وعلاج المصابين والمرضى وكأنهم تحت رعاية محلية في الأراضي الأردنية
** خطر المتسللين بين النازحين بيّنٌ بشواهد الأسلحة وأجهزة الاتصالات الحساسة والوثائق المزورة والتستر بلباس نساء
** القوات المسلحة والأجهزة الأمنية متيقظة وبأعلى درجات الحيطة والحذر لردع أي تهديد
الانباط
يستشعر الأردن خطر تحرك مجموعات إرهابية في الداخل السوري وتسللها بين النازحين على الحدود جنوبي البلاد، بخاصة جيش خالد بن الوليد الذي بدا خفيف الحركة في مواقعه بحوض اليرموك وفق رصد أمني.
ولم يخفِ قائد المنطقة العسكرية الشمالية العميد الركن خالد المساعيد تلك القراءات الإستخباراتية، حينما أشار صباح الثلاثاء في حديث لـ"هلا أخبار" إلى أن الفوضى التي شهدتها محافظة درعا بالايام الاخيرة اتاحت المجال للتنظيمات الارهابية بالتحرك على طول الشريط الحدودي.
وطمأن العميد المساعيد الأردنيين على جاهزية القوات المسلحة الأردنية للتعامل مع أي طارىء من خلال اليقظة والانتباه والحذر الدائم ، مؤكداً امتلاكها للقوة الكافية لردع أي تهديد وقال إن القوات المسلحة قادرة على منع كافة اشكال التسلل والتهريب على طول الشريط الحدودي.
ويسعى الأردن للمواءمة بين الأمني والإنساني، ففي الوقت الذي أكد المسؤول العسكري على منع اللجوء إلى المملكة بناء على قرار الدولة، أشار إلى أن المساعدات تسلم إلى النازحين حتى أن منها ما يُسلّم باليد.
وعلى مقربة من الحدود الأردنية يتواجد النازحون السوريون حيث يتجمع نحو 35 ألف نازح على بعد أمتار من الحدود الأردنية في المنطقة الحرة المشتركة في أرض جابر السرحان.
ورصدت "هلا أخبار" خلال جولة قامت بها الثلاثاء على الحدود الأردنية السورية في مناطق جابر وحتى تل شهاب أعداد النازحين الذين يتلقون المساعدات والرعاية الأردنية، ومع تواجد ممثلين لمنظمات دولية.
وتوزع النازحون على مقربة من الحدود الأردنية في 3 مواقع هي جابر السرحان (المنطقة الحرة المشتركة) وتل شهاب ومنطقة 58 والمعروفة سورياً ب "المتاعية" والتي تبعد نحو 22 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة درعا في سورية ونحو 2.5 كيلو متراً عن الحدود السورية الأردنية من الجنوب، ويمكن رصد مجموعة من الخيم لدى النازحين السوريين في تلك الأراضي المنبسطة إلى حد ما، فيما تتواجد مجموعات من الخيم المتفرقة على مقربة من الحدود الأردنية في الطريق بين المفرق والرمثا.
ويمتد الشريط الحدودي بين الأردن وسوريا إلى نحو 370 كم منها نحو 120 كم تعد واجهة للأحداث، وينتشر على طوله أفراد حرس الحدود التابع للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي حيث يحرسون المواقع بأعلى درجات اليقظة وفق مسؤولين عسكريين.
في منطقة تل شهاب وباتجاه سد الوحدة تعكف القوات المسلحة على حراسة الحدود بعين شديدة الحرص حيث تتواجد بعض التنظيمات الإرهابية في حوض اليرموك، فيما لم تحد عمليات النزوح البشري على حدود تل شهاب من رصد ومراقبة المهربين للمواد المخدرة.
ويُلاحظ - وفق مسؤولين – انخفاض وتيرة حركة عناصر جيش خالد بن الوليد في منطقة حوض اليرموك ما يفسر على أنه اعادة انتشار لتلك العناصر الإرهابية بين صفوف النازحين على الحدود الأردنية والذي بلغ عددهم على الشريط الحدودي مع سوريا نحو 95 ألف نازح ونازحة وفق العميد المساعيد.
وكانت القوات المسلحة إتخذت التدابير العسكرية اللازمة على المواقع المحاذية للحدود وبخاصة في المناطق المقابلة لسد الوحدة في حوض اليرموك من الاستعانة بأجهزة متطورة واقامة سياج أمني على طول الحدود في ذلك الموقع.
ولا يغفل المسؤولون العسكريون التعاطي مع الجانب الإنساني في مسألة النازحين برغم المخاطر الأمنية، بيد أن تواجد متسللين يدفع إلى مزيد من الحذر حيث يندس بعض الإرهابيين والمشبوهين وقد وجد مسلحون ومتسترون بلباس سيدات وحملة وثائق مزورة وهو ما أعلن عنه مدير التوجيه المعنوي العميد عودة الشديفات.
وعُثر بحوزة عدد من المتسللين بين النازحين على أسلحة مختلفة وهواتف حساسة وهو ما يعزز من المقاربة الأمنية التي تتخذها القوات المسلحة الأردنية والأجهزة بوجود عناصر إرهابية منها مدربة تسعى للدخول إلى الأردن.
وكان مستغرباً أن بعض النازحين في المناطق المتاخمة للنقطة الحدودية تل شهاب يبدي عدم رغبته بالحصول على المساعدات ويلح على "الدخول" والعبور إلى الأراضي الأردنية برغم أن المعونات تقدم إلى النازحين وكأنهم تحت رعاية محلية أردنية صرفة حيث تصل المساعدات ومستلزمات العيش للنازحين ويتلقى المصابون والمرضى العلاج اللازم دون تقصير أو منّة من الأردن.
وخصصت الخدمات الطبية مستشفى ميداني على الحدود الأردنية حيث يتم استقبالهم على الشريط الحدودي ويتم إدخالهم لتلقي العلاج، حيث قُدمت الخدمات لأكثر من 300 نازح ونازحة قبل أن تتم اعادتهم إلى الداخل السوري.
وشوهدت الشاحنات وهي تدخل إلى المنطقة الحرام في المنطقة الحرة السورية الأردنية المشتركة وتقدّم المساعدات والمعونات الإغاثية، كما يوجد موقعان آخران لنقل المواد التموينية اللازمة.