الرزاز يعلن عن حملة وطنية لإغاثة السوريين داخل بلدهم
شاحنات المساعدات الأردنية تصل الحدود السورية
توافق شعبي رسمي على إعانة النازحين السوريين داخل أراضيهم
حملات شعبية متواصلة لجمع التبرعات الغذائية والدوائية
عمان – الأنباط – بلال العبويني
هبّ الأردنيون يوم أمس لتنظيم حملات لجمع المساعدات العينية والطبية لإغاثة اللاجئين السوريين داخل أراضيهم في مناطق الجنوب السوري.
وكان المئات من السوريين احتشدوا قرب الحدود الأردنية هربا من الصراع الدائر في جنوب سوريا بين الجيش السوري مدعوما من القوات الروسية وبين الفصائل المسلحة التي تسيطر على مناطق درعا وريفها.
واحتشدت قرب الحدود الأردنية السورية شاحنات محملة بالمواد العينية والطبية تبرع بها الأردنيون في انتظار السماح لهم الدخول إلى داخل الأراضي السورية لإيصالها إلى مستحقيها من طالبي الإغاثة والذين أغلبهم تركوا بيوتهم هربا من النيران.
كما واستمرت حتى ساعات متأخرة من مساء أمس حملات التبرع في عدة مناطق في شمال المملكة استعدادا لنقلها إلى الحدود ليصار إلى إدخالها تباعا إلى حيث يتجمع اللاجئون السوريون.
وأفادت مصادر بدخول مساعدات إلى النازحين السوريين على الحدود عبر معبر نصيب – جابر.
وأوضحت المصادر أن 22 شاحنة دخلت إلى تجمعات النازحين السوريين على الحدود عبر معبر نصيب - جابر الحدودي.
وفي السياق، زار رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز المنطقة الحدودية مع سوريا لتفقد سير نقل المواد الإغاثية للاجئين السوريين، وأعلن عن إطلاق حملة وطنية لإغاثة النازحين السوريين داخل بلدهم من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.
وجاء إعلان الرزاز عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وقال في تغريدته "إن الحملة ستتم من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، بهدف توحيد الجهود وإيصال الاحتياجات العاجلة للإخوة السوريين".
ومساء أمس الأول أعلنت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام جمانة غنيمات أن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي بدأت بإرسال قوافل مساعدات إنسانية إلى الأشقاء السوريين المتضررين جراء الأوضاع في الداخل السوري.
وأضافت أن الخطوة تأتي انسجاما مع موقف الأردن الداعي إلى إعانة الأشقاء السوريين وتعزيز قدرتهم على تحمل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمرون بها وتمكينهم من تحمل الأعباء المعيشية داخل أراضيهم.
وانتشرت منذ أمس صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر جانبا من هبة الأردنيين لجمع التبرعات لإعانة السوريين الفارين من صوت المدافع والرصاص بحثا عن الأمن.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي المزيد من الدعوات من أجل المساهمة في جمع التبرعات، التي من المتوقع أن تستمر خلال الأيام المقبلة تحديدا بعد إعلان الرئيس عن توحيد الجهود عبر الهيئة الخيرية الهاشمية.
وحدد أصحاب الدعوات المواد المفضلة للتبرع بها وهي: حرامات وفرشات ومخدات وعبوات مياه وأدويه ومعلبات وغير ذلك من المواد الغذائية بالإضافة إلى الملابس.
وكانت الحكومة الأردنية أعلنت عن أن الحدود ستبقى مغلقة وانه لن يصار إلى استقبال لاجئين سوريين جدد، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في تقديم يد العون والإغاثة إلى اللاجئين السوريين.
وتوافقت الحكومة في موقفها هذا مع تيار كبير من الأردنيين الذين طالبوا بعدم فتح الحدود وتقديم المساعدات للسوريين الفارين من الحرب في جنوب سوريا داخل أراضيهم.
وجاء الموقف الأردني هذا نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة التي تستقبل نحو مليون لاجئ سوري منذ بدء الأزمة قبل أكثر من سبع سنوات.
وكانت مفاوضات انطلقت في منطقة بصرى الشام بين فصائل معارضة وبين وفد روسي بهدف اندماج المعارضين بمبادرة المصالحة السورية، غير أن الاجتماع انتهى بعد انسحاب وفد المعارضة، غير أن وساطة أردنية، وفق ما أفادت "رويترز" أدت إلى عودة المفاوضات بين الطرفين.
وسيطرت القوات السورية على مساحات واسعة من درعا، خلال الأيام الماضية، وخاصة في الريف الشرقي، والذي حققت فيه تقدمًا كبيرًا على حساب الفصائل التي انسحب قسم منها إلى الريف الغربي، حيث يتواجد هناك جيب لقوات خالد الإرهابية التابعة لتنظيم داعش وهي التي تتخذ مواقع لها محاذية للجولان السوري المحتل.
وتهدف حملة الجيش السوري في جنوب غرب البلاد إلى استعادة أحد آخر معقلين للمعارضة في سوريا. والمعقل الثاني هو إدلب ومناطق مجاورة لها في شمال غرب البلاد. وكان الجيش السوري استعاد هذا العام آخر مناطق كانت خاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق وحمص//.