لنعترف بأن بطولة كبرى بحجم كأس العالم تأخذ في العادة اهتماما كبيرا يجعل المرء يترك انشغالاته الاخرى ويتفرغ لملامسة المتعة الكروية على اصولها ..ولهذا لا نستغرب ابدا ان يتعلق العالم بدوران الساحرة المستديرة رجالا ونساء واطفالا ..وبدا هذا واضحا من خلال المتابعة المتواصلة لمباريات المونديال منذ انطلاقها وحتى نهاية البطولة منتصف الشهر المقبل ..وهو ما يرسخ القناعة في نفوسنا بأن كرة القدم لا تنازعها اية رياضة اخرى باعتبارها اللعبة الشعبية الاولى في العالم ...بدليل ان الانظار كلها تتجه الان نحو روسيا دون غيرها لمشاهدة هذا الكرنفال العالمي ..
الشارع الرياضي العربي انشغل هو الاخر بالبطولة طمعا بما يمكن ان تقدمه المنتخبات العربية الاربعة على اعتبار ان هذا المونديال يشهد على المشاركة العربية الاكبر ..وظهر ذلك جليا من خلال ارتباط الجماهير عاطفيا مع الكرة العربية على المدرجات التي ارتدت ملابس المنتخبات الشقيقة ..او من خلال الاماكن العامة التي ضجت بعشاق الكرة ..رغم ان منتخباتنا لم تكن بالصورة التي ارتسمت عنها قبل انطلاق البطولة ..فجاءت النتائج مخيبة جدا لا بل كارثية حتى اليوم ..استطاعت ان تسبب الصدمة لعشاق الكرة وخصوصا ان منتخباتنا العربية المشاركة تملك تاريخا عريقا ..ومشاركات عديدة ونجوما يخوض معظمهم الاحتراف في ملاعب اوروبا ..!!
صحيح اننا لا نملك طموح المنافسة ومواصلة المشوار نحو الادوار المتقدمة ...لكننا كنا ولا زلنا نأمل بانتصارات وعروض جميلة وقوية تشعرنا ان كرة القدم العربية .. بدأت تأخذ مكانتها التي تستحق على الصعيد الدولي ..ولهذا كانت ردود الفعل السلبية التي رافقت خسارة المنتخب المصري امام المستضيف روسيا تعبر عن حالة القهر التي اصابت المشاهد العربي وهو يشاهد النجم محمد صلاح ورفاقه عاجزون عن مقارعة منافسهم في مباراة مصيرية بالنسبة لهم باعتبارها الفرصة الاخيرة بعد خسارة مباراة الافتتاح امام الاوروغواي ...!!
نأمل ان تنجح منتخباتنا العربية بتغيير الصورة الباهتة التي ظهرت عليها فيما تبقى من مباريات ..حتى تترك ذكرى طيبة عن مشاركتها في المونديال ..وكي لا تترسخ القناعة في نفوسنا بان الكرة العربية طموحها الوصول الى النهائيات والاكتفاء بهذا الشرف ..!
هي حمى كأس العالم التي تدير الرؤوس وتبهج النفوس ..وتخطف اهتمامات الناس المتعددة ..ودون شك فان القادم اجمل والمتعة في الادوار المتقدمة ..لأن كأس العالم الحقيقة لم تبدأ بعد ..!