المركزي التركي يتدخل بشكل مفاجئ لدعم الليرة
دبي - العربية
واصلت الليرة التركية مكاسبها امس الخميس بعد انتعاشها انتعاشا قويا مساء الأربعاء عندما رفع البنك المركزي سعر فائدته الرئيسي 300 نقطة أساس في خطوة لرفع العملة المتهاوية.
وقد يكون هذا هو الاجتماع الأخيرة الذي ينقذ فيه البنك المركزي_التركي الليرة من الانهيار! فبعد أن لامست خسائرها صباح الأمس 5% أمام الدولار، عادت لتمحو كامل الخسائر بل وارتفعت أمام الدولار عند الإغلاق.
وصعدت الليرة إلى 4.5650 للدولار مقارنة مع 4.59 عند الإغلاق الأربعاء الذي شهد تسجيل مستوى قياسي منخفض بلغ 4.9290 قبل تحرك البنك المركزي.
وانخفضت العملة 17% منذ بداية السنة ووصلت خسائرها إلى 23% عند أضعف مستوياتها.
وهرع المركزي إلى رفع الفائدة في اجتماعه الطارئ بثلاث مئة نقطة أساس لترتفع إلى 16.5% في محاولة لإنقاذ الليرة المنهارة، وكان له ما أراد حيث على الأقل استطاع إيقاف نزيفها الذي أوصلها إلى أدنى مستوياتها في التاريخ. وقد تعهد المركزي أيضا باتخاذ ما يلزم من الإجراءات للحفاظ على استقرار سعر الصرف الذي نبهت وكالات التصنيف إلى خطورة تذبذبه.
وقالت وكالة Standard & Poor's للتصنيف الائتماني إن المالية العامة لتركيا قد تتدهور سريعا ما لم تتمكن السلطات من تخفيف الضغوط الحالية على الليرة وتقليص تكاليف الاقتراض الحكومي.
وفي هذا السياق، صنفت وكالة فيتش الدين السيادي لتركيا عند درجة "عالي المخاطر" وهي درجة غير استثمارية.. ما يزيد من قلق المستثمرين ويحد من الاستثمارات الأجنبية ويرفع كلفة التمويل.
وحذّرت وكالة FITCH من مسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسيطرة على البنك المركزي، فهو ينتقد البنك المركزي مدعيا أن غياب التدخل الحكومي في السياسة النقدية "يثقل كاهل تركيا بتضخم مرتفع" على حد تعبيره، ما يؤدي إلى تباطؤ في الاستثمار.
وإثر الرفع المفاجئ والمستعجل للفائدة صرح الرئيس التركي بأن تقلبات أسعار الصرف لا تتماشى مع الواقع الاقتصادي في تركيا، مؤكدا أنه سيتخذ "إجراءات مختلفة" لخفض التضخم وخفض العجز في الحساب الجاري بعد الانتخابات المنتظرة الشهر المقبل. ودعا أردوغان كل الشعب لعدم تفضيل عملات أخرى على الليرة التركية.
واتجه المستثمرون إلى بيع الليرة في الفترة الأخيرة لمخاوف تتعلق بقدرة البنك المركزي على احتواء تضخم في خانة العشرات لاسيما بعد أن قال الرئيس رجب طيب أردوغان - الذي يصف نفسه بأنه "عدو أسعار الفائدة" - إنه يتوقع أن يفرض مزيدا من السيطرة على السياسات بعد انتخابات 24 يونيو/حزيران.
ورفعت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي سعر فائدتها الأعلى إلى 16.5% من 13.5% وأبقت الأسعار الأخرى دون تغيير بعد اجتماع استثنائي يوم الأربعاء.
تجدر الإشارة إلى أن أردوغان وعد بإجبار البنك المركزي بالاستماع إلى نصائح الرئيس في حال فوزه بالانتخابات الشهر المقبل، واصفا الفائدة المرتفعة "بأصل كل الشر".