الذكاء الاصطناعي في البيئة الجامعية.. تطور تقني أم غش أكاديمي؟ مشروبات الطاقة.. خطر صحي يهدد حياة الشباب عيسى السقار يُشعل المدرج الجنوبي في جرش بأغانيه الشعبية وتحية لأهل غزة موالد الزفة واعلام الدولة الاستثمارات المشبوهة كخطة بديلة في حال فشل المفاوضات من يمثل الرأي العام في الأردن ؟ الترخيص المتنقل "المسائي" بلواء بني عبيد كتلة عزم النيابية تعقد جلسة حوارية موسعة مع شباب محافظة الزرقاء لمناقشة البطالة والتشريعات ومسار الإصلاح الاقتصادي ديانا كرزون تشعل جرش وتُكرَّم من وزير الثقافة ومدير المهرجان المحامي ناصر أبو هدبة والعائلة يهنئون نجلهم عون بمناسبة عيد ميلاده الثاني ويشكرون كل من شاركهم فرحتهم إسراء عبدالله الصلاحات الف مبروك 535 مليون دولار أمريكي أرباح مجموعة البنك العربي خلال النصف الأول من العام 2025 وبنسبة نمو 6% "حق المشاهدة": صراعٌ يبتلع القانون..ويمزق الروابط بأحكامٍ معلّقةٍ في ساحات الانتظار الفيفا تفتتح بالعاصمة المغربية الرباط مقرها الإقليمي الرابع من نوعه في العالم الميثاق الوطني وسلطة البترا ينظمان لقاءً مجتمعياً بحضور عدد من النواب والوجهاء والمعنيين لبحث الواقع السياحي في الإقليم المحامي ناصر أبو هدبة والعائلة يهنئون نجلهم عون بمناسبة عيد ميلاده الثاني ويشكرون كل من شاركهم فرحتهم الجامعة الأردنية تكرم الرئيس التنفيذي لشركة مناجم الفوسفات الأردنية المهندس عبدالوهاب الرواد من ليالي رمضان إلى مهرجان جرش نتالي الزواهرة حضور يليق بالإبداع بلدية السلط وهيئة النقل البري يبحثان تعزيز النقل وتطوير مجمع المدينة لجان خدمات المخيمات تدين قرار الكنيست الإسرائيلي بفرض السيادة على الضفة الغربية وغور الاردن

بين دفتي غياب

بين دفتي غياب
الأنباط -

أمضى العمر جالساً في جزيرته لا يقطع بحر الإسفلت الا نادراً ، متوارياً في «كشكه» عن فوضى العيش ،ونميمة السياسة ، وازدحام الهموم على شارع الحياة ، كان «روبنسون كروزو» الثقافة، يضرب سياجاً من الصمت على عالمه الخاص، مشغولا بترتيب كتبه على الرصيف وفوق الرفوف ، وسعيد أنه الناجي الوحيد من هذا الضنك ،ولا يفكّر أبداً ببناء سفينته نحو الإبحار.

هشام المعايطة وريث مكتبة «خزانة الجاحظ»..وحارس التاريخ العمّاني القديم..رحل ، تاركاً خلفه كرسيه البسيط المُناظر لبنايات عمّان القديمة ، وقطّته التي كانت تقفز فوق الكتب لتتكوّر قربه ، وعشرات الآلاف من يتامى المجلّدات..رحل هشام واحزن كل «الحجّاج» الذين كانوا يطوفون بــ»كشكه» كل يوم يستعيرون الكتب او يستبدلونها أو يلتقطون صوراً معه لأنه ورّاق عمان القديم والمتواضع والنديم القريب لكل من يريدون ان يضعوا أرجلهم في «كار الأدب»..

* * *

أنا لا أؤمن بالتطير ولا بالتشاؤم ، لكن عندما احترق مستودع مكتبة الجاحظ قبل شهر تقريباً واستحال أكثر من عشرة الآف كتاب إلى رماد ،وذابت العناوين وعرق المؤلفين في فم اللهب ، وضعت يدي على قلبي ، لم أكن أفكّر برحيل هشام المعايطة وقتها ، كان خوفي على عمان نفسها..بالأمس عندما قرأت نعي الراحل هشام المعايطة عرفت أن الكتب كانت فِراش رحيله، وان ما سبقه إلى الغياب من عناوين نادرة وكتب قيمة ما هي الا «حور عينه» التي أبت إلا أن تسبقه إلى الرحيل..

محزن منظر الكشك الذي يعجّ بالحياة كل يوم، أن يلف «بستار» الموت ويواري جثامين الكتب عن قرّائها ، وان لا تجد الرفوف من يريح ازدحامها ، والحبر الوفي سيسيل دمعاً أسود من بين الصفحات ونبرره نحن العاديون أنه «سوء طباعة»..وتلك القطة التي أتلفت آلاف المجلدات وجلست في حضن هشام فلم ينهرها ولم يطردها بل كافأها بأصابعه تهدئ من خوفها عندما لاحقتها السنة اللهب..ستفتقد هشام وستفتقد «فروته» ولحيته الكثة ورائحة دخانه الذي كان يشعرها أن ما زال في البشر من يحبّون الحياة..

رحل هشام الجاحظ مزفوفاً بالآف العناوين وآلاف المؤلفين يمشّون خلفه ويحملونه على أكفّ الشكر والامتنان..رحل هشام مكفّناً برائحة الورق ليوارى بين دفتي غياب..لأنه سادن الثقافة ولأنه وجه الكتاب..

الرأي

 


 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير