ركز على علاقات الشراكة الإستراتيجية الثنائية
موسكو – الأنباط
عقد الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو أمس، لقاء قمة ركز على علاقات الشراكة الاستراتيجية الأردنية الروسية، إضافة إلى المستجدات الراهنة إقليميا ودوليا.
وخلال مباحثات ثنائية تبعتها موسعة جرت في الكرملين، تم التأكيد على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والارتقاء بمستويات التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية.
وفي تصريحات مشتركة للصحافيين عقب المباحثات الثنائية، أكد جلالته عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين اللذين يحتفلان بالذكرى الـ 55 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وقال جلالته إن هذه السنة مبشرة بالخير، إذ تشهد علاقات مميزة بين البلدين، إضافة إلى ذكرى تأسيس العلاقات الأردنية الروسية، وقد كان العام الماضي بذات الأهمية.
وأضاف جلالته "أستذكر اللقاء الذي جمعنا في مثل هذا الوقت من العام الماضي، وما أبديتموه من قيادة، وما شهدناه من تعاون مشترك بين بلدينا بهدف تحسين الأوضاع في سوريا".
وقال جلالة الملك "لقد كان لقراراتكم العام الماضي أثر كبير في تعزيز التنسيق الأردني الروسي، وقد تمكنا من تحقيق تقدم سياسي جيد في جنوب سوريا"، مشيدا جلالته برؤية الرئيس بوتين وجهوده للتوصل إلى حل في سوريا بالسرعة الممكنة.
وأعرب جلالة الملك عن تقديره للعمل الوثيق الذي يجمع بين الأردن وروسيا، وقال "أنا واثق بأن هذا العام سيشهد تعاونا أكبر".
وفيما يتعلق بعملية السلام، ثمن جلالته الدور الروسي المهم وجهود الرئيس بوتين من أجل التوصل إلى حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبما يسهم في تحقيق المزيد من الأمل في منطقتنا.
من جهته، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال التصريحات، عن ترحيبه بجلالة الملك، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز التعاون والتنسيق مع الأردن.
وقال الرئيس بوتين مخاطبا جلالة الملك "لقد التقينا قبل عام بالضبط في موسكو، ونحن – على مستوى القيادة والمسؤولين – على تواصل مستمر فيما بيننا. وبالتأكيد، فإن مثل هذه اللقاءات الثنائية في غاية الأهمية".
وأضاف "سنناقش خلال اجتماعنا، قضايا ثنائية والأوضاع في الإقليم. وأود أن أشير إلى أننا في هذا العام نحتفل بالذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا. وأؤكد لكم بأننا سنعمل على تمتين التعاون والثقة المتبادلة بيننا".
وتناولت المباحثات الموسعة، التي جرت بحضور سمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية المبعوث الشخصي لجلالته، فرص توسيع آفاق التعاون بين الأردن وروسيا في المجالات التجارية، وزيادة الصادرات والمنتجات الزراعية الأردنية للسوق الروسي من خلال تسهيل الإجراءات بهذا الخصوص.
وخلال المباحثات، التي تخللها مأدبة غداء، جرى استعراض آليات تعزيز التعاون بين البلدين في العديد من القطاعات الحيوية، حيث جرى التأكيد على أهمية انعقاد اجتماعات اللجنة الأردنية الروسية المشتركة قبل نهاية هذا العام.
كما تم بحث إمكانية الاستفادة من ميناء العقبة كمركز إقليمي لدخول الصناعات الروسية إلى مختلف الأسواق، خاصة الإفريقية، فضلا عن بحث التعاون الثنائي في قطاع الطاقة.
المباحثات تطرقت أيضا إلى مذكرة التفاهم بين الأردن واتحاد دول أوراسيا الاقتصادي الذي يضم (روسيا، أرمينيا، بيلاروسيا، وكازاخستان، قيرغستان)، والتي من شأنها تسهيل دخول البضائع والمنتجات الأردنية إلى أسواق هذه الدول.
وتناولت المباحثات القضية الفلسطينية، حيث أكد جلالة الملك ضرورة إعادة تكثيف الجهود لكسر الجمود في العملية السلمية، وصولا إلى تحقيق السلام العادل والشامل، المستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما ركزت المباحثات على تداعيات الأزمة السورية والجهود المستهدفة التوصل إلى حل سياسي لها، وأكد جلالته، بهذا الخصوص، ضرورة تحقيق تقدم على المسار السياسي لضمان الاستقرار في سوريا والمنطقة.
وأعرب جلالته عن تقديره لدور روسيا والرئيس بوتين في العمل مع الأردن والولايات المتحدة لنجاح مناطق خفض التصعيد في جنوب سوريا، والتي تعد أنموذجا يمكن تطبيقه في مناطق أخرى في سوريا، وبما يمهد الطريق لحل سياسي عبر مسار جنيف.
المباحثات تطرقت أيضا إلى اجتماعات سوتشي حول سوريا التي استضافتها روسيا مؤخرا لضمان نجاح مسار جنيف.
كما تناولت مجمل القضايا والأزمات في المنطقة، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها، إضافة إلى جهود الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية.
وحضر المباحثات وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير المخابرات العامة، ومستشار جلالة الملك مقرر مجلس السياسات الوطني، والسفير الأردني في موسكو.
كما حضرها عن الجانب الروسي وزير الخارجية، وعدد من كبار المسؤولين، والسفير الروسي في عمان.