البث المباشر
الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني اللواء المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، ويؤكد على تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة بحث تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي عمّان الأهلية وفلسطين الأهلية رئيس عمّان الأهلية يُكرّم الطلبة الفائزين في مسابقات وطنية جاهة ابو عوض والقاسم .. دودين طلب وأبوالبصل أعطى البيت العربي في مدرسة الروم الكاثوليك احتفاء بيوم اللغة العربية

محسن الشوبكي يكتب :التهدئة المشروطة ومستقبل التصعيد في غزة

محسن الشوبكي يكتب التهدئة المشروطة ومستقبل التصعيد في غزة
الأنباط -
التهدئة المشروطة ومستقبل التصعيد في غزة

بعد مرور شهر على إطلاق خطة السلام الأمريكية في تشرين الأول 2025، يتعامل الكيان الصهيوني مع التهدئة بوصفها فرصة لإعادة التموضع وتخفيف الضغط الدولي، لا كحلّ دائم للصراع. فبينما يُظهر التزامًا شكليًا بوقف إطلاق النار، يواصل تنفيذ عمليات محدودة في غزة ولبنان وسوريا تحت غطاء أمريكي، محافظًا على جاهزيته العسكرية دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.

نجحت المرحلة الأولى من الخطة في تحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار وانسحاب محدود وتبادل للأسرى الأحياء، لكن الكيان يدّعي أن المقاومة تحتفظ بجثث الأسرى كورقة ضغط، ما يعزّز شكوكه ويجعله متمسكًا بسياسة "التهدئة المشروطة” — أي هدنة قابلة للانهيار متى شعر بأن مكاسبه غير مضمونة.

القيادة الصهيونية لا تثق بإمكانية تفكيك المقاومة عبر المسار السياسي، لذلك تركز على توجيه أو تعطيل المرحلة الثانية من الخطة، التي تنص على تشكيل لجنة تكنوقراط فلسطينية لإدارة غزة وإدخال قوة دولية. ويسعى الكيان والولايات المتحدة إلى أن تكون هذه القوة تحت إشراف مباشر منهما، بعيدًا عن المظلة الأممية، بهدف فرض السلام وتجريد المقاومة من السلاح، لا حفظه فقط، وهو ما ترفضه الفصائل الفلسطينية ومعظم القوى الإقليمية.

في الداخل، يعيش الكيان الصهيوني حالة انقسام حاد بين التيارات السياسية والدينية والعسكرية، تتجلى في استمرار ضغوط اليمين المتطرف داخل الحكومة لإفشال أي مسار سياسي قد يُفسَّر كتنازل للمقاومة. ويتحايل نتنياهو على الإدارة الأمريكية بادعاء وجود خروقات من قبل حماس وعدم وفائها بالاتفاق وتسليم جثث الأسرى، لتبرير مواصلة القصف والعمليات في غزة. ورغم علم واشنطن بحقيقة هذه المراوغة، فإنها تتجنب مواجهته تجنبًا لهزّ التحالف السياسي والعسكري القائم.

أما بقاء بن غفير وسموتريتش في الحكومة، رغم تهديدهما بالانسحاب في حال وقف الحرب، فيُرجَّح أنه نتيجة وعود من نتنياهو بمواصلة العمليات العسكرية حتى بعد بدء التهدئة. كما يصرّ الكيان على إبقاء الإشراف المباشر على غزة بيده، ولو عبر واجهات إدارية شكلية، ما يعكس رفضه لأي ترتيبات قد تُضعف سيطرته الأمنية أو السياسية على القطاع. وتُستخدم التهدئة الحالية كمتنفّس مؤقت لتخفيف التوتر الداخلي دون أي توافق حقيقي حول مستقبل غزة أو شكل الحل النهائي.

في المحصّلة، يبدو أن العودة إلى التصعيد العسكري ليست احتمالًا بعيدًا بل مسألة وقت. فالكيان لا يرى في التهدئة نهاية للصراع، والمقاومة ترفض التنازلات الجوهرية، والإدارة الأمريكية تسعى لإنجاز سياسي سريع. لذلك تبقى التهدئة الحالية مرحلة انتقالية هشة، قد تنهار في أي لحظة إذا فشلت الأطراف في فرض رؤيتها لمستقبل غزة والقوة الدولية المرتقبة.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير