البث المباشر
الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني اللواء المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، ويؤكد على تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة بحث تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي عمّان الأهلية وفلسطين الأهلية رئيس عمّان الأهلية يُكرّم الطلبة الفائزين في مسابقات وطنية جاهة ابو عوض والقاسم .. دودين طلب وأبوالبصل أعطى البيت العربي في مدرسة الروم الكاثوليك احتفاء بيوم اللغة العربية

نحو مجلس وزراء مجنون (الجزء الثاني)

نحو مجلس وزراء مجنون الجزء الثاني
الأنباط -
نحو مجلس وزراء مجنون (الجزء الثاني)
صالح سليم الحموري

قد أكون ندمت على مقالي السابق حين سمعت بعض الأخبار، فأنا لا أدّعي فهمًا عميقًا في السياسة. لكنني – مثل غيري – لا أستطيع أن أبقى صامتًا أمام التصريحات الإسرائيلية المليئة بالاستفزاز والغرور و"الأحلام التوسعية".
التاريخ لا يتذكر المجالس الرتيبة، ولا الطاولات البنية الثقيلة التي يغطيها غبار البيروقراطية. بل يتذكر المجالس التي امتلكت جرأة "الجنون الخلّاق": تلك التي كسرت النمط، وتجرأت على التفكير خارج الأرشيف، وصاغت مستقبلها بدل أن تُساق إليه.
اليوم لم يعد يكفي أن نرد على "وقاحة تل أبيب" ببيانات إدانة أو عبارات تحفظ ماء الوجه. الرد الحقيقي لا يكون بالكلمات، بل بقدرة مؤسساتنا على أن تتحول إلى مختبرات للاستشراف والابتكار، منصات تُنتج خطابات استباقية ومشاريع قوة ناعمة وصلبة معًا. نحن بحاجة إلى جرأة سياسية واقتصادية، لا تتوقف عند حدود الدفاع، بل تتقدّم إلى صناعة المبادرة، وإعادة تعريف قواعد اللعبة، نحن بحاجة إلى مجلس وزراء مجنون:
مجنون لا بالتهور، بل بالخيال.
مجنون لا بالفوضى، بل بالقدرة على كسر القيود القديمة.
مجنون يجرؤ على إعادة اختراع الدولة كما فعلت شعوب سبقتنا.
مجلس كهذا لا يجلس وزراؤه ليجترّوا لغة الماضي، بل يتنافسون على من يقدّم رؤية أعمق للمستقبل. لا يكتفون بإدارة الأزمة، بل يصنعون فرصًا من قلب التحديات. لا ينتظرون أن تفرض الأزمات أجندتها عليهم، بل يسبقونها بخطوتين.
في مواجهة الاحتلال، نحن لا نحتاج إلى وزراء يكررون خطاب الشجب والاستنكار، بل إلى وزراء يشعلون فينا "الثقة" بأن الأردن والعرب قادرون على رسم مستقبلهم بأدوات القوة الناعمة والصلبة معًا: بالاقتصاد، بالعلم، بالتكنولوجيا، وبالخيال السياسي.
مجلس وزراء مجنون يعني أن نتحرر من أسر البيروقراطية البطيئة إلى فضاء القرارات السريعة، أن ننتقل من عقلية الموظف إلى عقلية القائد، ومن رد الفعل إلى المبادرة.
لقد ملّ الناس من العقلانية الباردة التي لا تُسمن ولا تُغني.
إنها لحظة "الجنون الخلّاق": أن نمتلك وزراء لا يخشون الخطأ، بل يخشون الجمود في مكانهم بينما الزمن يركض من حولهم.
هذا هو الرد الحقيقي على تصريحات الاحتلال.
ترى أيمن الصفدي نموذج لسياسي شرس يعرف أن طريق "الجنون الخلّاق" هو السبيل الوحيد لمواجهة وقاحة الاحتلال، ولكننا لا نريد وزيرًا منفردًا فقط… بل نريد مجلسًا كاملًا، مع رئيسه، يحذو ذات الطريق.
فالمستقبل لا يُهزم بالبيانات الجاهزة، ولا بالردود التقليدية، بل يُصاغ بقرارات استباقية، وبمجالس تمتلك شجاعة تحويل الأزمات إلى فرص.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير