البث المباشر
أجواء باردة ومنخفض جوي يؤثر على المملكة مساء الاثنين تحرير الفضاء العام الأردني. فزّاعة "القواعد الأميركية" في الأردن! الاردن يدين الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قوات سورية وأميركية في سوريا ولي العهد يطمئن على صحة اللاعب يزن النعيمات هاتفيا الأردن يدين مصادقة اسرائيل على إقامة 19 مستوطنة في الضفة مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي العجارمة والعمايرة والرحامنة والنجار وأبو حسان المهندس محمد خير محمود داود خلف في ذمة الله "حين تُنصف الدولة أبناءها التوجيهي الأردني 2007 بين عدالة القرار وكرامة الفرصة" دبلوماسية اللقاء والعبور: قراءة في حركة السفير الأمريكي ودورها في النسيج الأردني البنك الإسلامي الأردني يحصد جوائز مرموقة من مجلة (World Finance) للعام 2025 أمين عام وزارة الاتصال الحكومي يعقد لقاءات ثنائية في قمة "بريدج 2025" حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام المنطقة العسكرية الشرقية تحبط 4 محاولات تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة الأمن العام : ندعو كل من يمتلك مدفأة من المتعارف عليها باسم الشموسة وبكافة أنواعها بإيقاف استخدامها على الفور وأخذ التحذير على غاية من الأهمية الخارجية النيابية" تدين بشدة اقتحام مقر "الأونروا" في الشيخ جراح فوضى مواقع التواصل الاجتماعي، نداء استغاثة! النشمية الأردنية "د.جهاد الحلبي" تحصل على جائزة إرث علماء التمريض عبر الثقافات ‏بذور الفتنة تنبُت ، فمن يغذيها ؟!!! 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا

المعركة الحقيقية هي إعادة الإعمار.

المعركة الحقيقية هي إعادة الإعمار
الأنباط -

حاتم النعيمات

قبل أشهر، وعلى أثر الضغوط التي مارستها إدارة ترامب على الأردن ومصر لقبول التهجير، تقدمت الدول العربية بخطة شاملة لإعادة إعمار غزة دون إخراج الغزاويين من القطاع. وتقود مصر مهمة التخطيط العملي بصفتها الأقرب للمشهد والأكثر إلمامًا بتفاصيله. في السياق، يتحدث المصريون عن 5 سنوات لإتمام العملية بتكلفة تصل 53 مليار دولار. والتكلفة هنا قريبة من تقديرات الأمم المتحدة مع فارق جوهري يتمثل في مدة التنفيذ؛ إذ قدّر تقرير IRDNA المشترك بين الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي الكلفة الإجمالية بـ 53.2 مليار دولار على مدى عشر سنوات.

إن حجم الضرر الهائل في الإنسان أولُا وعلاقته مع فكرة الصمود والتصدي والبقاء وفي البنية التحتية المادية ثانيًا يفضح جوهر الاستراتيجية الإسرائيلية في هذه الحرب؛ فلو كان مقاتلو حماس منتشرين في كل متر مربع من القطاع، لما لجأت إسرائيل إلى استهداف البنية التحتية بهذا الكثافة الهائلة، وهذا دليل على أن الهدف الأساسي (المكسب الاستراتيجي) للعدوان هو تعطيل الحياة في غزة لأطول فترة ممكنة، وليس هزيمة حماس وتحرير الرهائن كما يدّعي نتنياهو.

البعض يظن أن إعادة الإعمار قضية ثانوية يمكن حلها بسهولة (حتى الخطة العربية المصرية لن تكون سهلة بالمناسبة)، لكن هذا تصور خاطئ، فإعادة الإعمار هي معضلة ما بعد العدوان التي "أوجدتها" إسرائيل وهي الارتكاز الأهم للخطاب الأمريكي والورقة الضاغطة على الفلسطينيين والعرب. لذلك فتحقيق النصر من عدمه منوط بترتيبات هذا الملف، وليس في أي شيء آخر. الحقيقة أن إعادة الإعمار ستكون العامل الحاسم ليس فقط بالنسبة لغزة، بل للقضية الفلسطينية كاملة ولاستقرار في المنطقة بأسرها.

قرار حماس بخوض الحرب افتقد إلى التخطيط والاستشراف المستقبلي (دعونا نتفق على ذلك)، ولو كانت هناك رؤية استراتيجية واضحة، لما تم اتخاذ هذه الخطوة المعزولة عن سياق الوضع الفلسطيني والداخلي الإسرائيلي والعربي والعالمي، ولو توفر أدنى شعور بالمسؤولية لدى قادة حماس، لتوقفوا فورًا عن "فت" المكاسب السياسية في حضن نتنياهو، فمن الصعب الاستمرار في التمثيل أن ما يحدث هو مواجهة وحرب بين طرفين، فلا أحد يستطيع أن ينفق اليوم أن الأمور كالتالي: طرف يتظاهر بأنه ند بشكل مريب وأتحدث عن حماس هنا، وطرف مجرم يساعد الطرف الأول على التظاهُر لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية وأتحدث عن إسرائيل هنا.

ملف إعادة الإعمار سيكون نقطة ضعف للفلسطينيين والعرب، فالمجتمع الدولي سيحاول فرض شروطه، بحكم أن الإجراءات تحتاج لتعاون دولي واسع، وهذا ما قد يفتح الباب أمام معادلات وتسويات جديدة لا تراعي المصالح الفلسطينية والعربية.


برأيي أن على مصر والأردن الشروع في عمل جدي يتمثل في أبعاد ما تبقى من حماس عن إدارة غزة، فالفشل في إدارة الحرب أصبح حقيقة، وكذلك الفشل في إدارة المفاوضات. دعك من أن الحركة فقدت مصادر الدعم، وخسرت جزء كبير من شعبيتها داخل فلسطين. وهذا يعني أن على العرب جميعًا أن ينتقلوا من دور الوسيط إلى دور المشتبك الفعلي، المرحلة مفصلية ودقيقة وتاريخية ولا مجال للانتظار أكثر.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير