البث المباشر
"مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111"

لواء ذيبان: من حاضرة مؤاب إلى خانة الأقل حظاً !

لواء ذيبان من حاضرة مؤاب إلى خانة الأقل حظاً
الأنباط -
لواء ذيبان: من حاضرة مؤاب إلى خانة الأقل حظاً ! 

على هامش خرائط التنمية، تُرسّخ ذيبان حضورها كصوتٍ يمثل الأطراف المُهملة في حسابات المركز الذي لا يشعر بالإحراج وهو يُعاين أحوالها التي أصبحت مشهداً مألوفاً في فيلم التهميش الأردني. ذيبان التي أدار ميشع منها مملكته المؤابية التي يعود إليها الأردنيون لإثبات عُمقهم التاريخي، صار اسمها يُدرج ضمن خانة المناطق "الأقل حظاً" في التقارير الرسمية، كأنها لم تكن يوماً عاصمة لمملكة، ولا نقطة انطلاق لخطاب الهوية الوطنية الأردنية. 

 تختزن ذيبان من المقومات ما يؤهلها لتصبح نموذجاً تنموياً متقدماً، إلا أن الواقع فيها يعكس اختلالاً في التخطيط الحكومي وتراجعاً ملموساً في القطاعات الحيوية. في ذيبان، مواقع أثرية ذات امتداد ديني وتاريخي لكنها ليست مدرجة على مسارات السياحة. سدّا الموجب والوالة لا يرويان عطش البشر والشجر فيها، بل يرويا قصة من الفشل في إدارة الموارد الطبيعية. سهول ذيبان التي كانت سلّة غذاء لأهلها تحولت تدريجياً إلى فضاءات جرداء بفعل الإهمال، وكأنها تدفع ثمن غياب التخطيط والعدالة في توزيع الموارد

اقتصاد اللواء من الناحية التاريخية اعتمد على الزراعة والرعي كمصدرين رئيسيين للدخل، ولكن التحول في نمط الإنتاج بشكل جذري أدى لتفكيك الدورة الاقتصادية المحلية وتحويل المجتمع من طرف منتج إلى طرف مستهلك ينتظر الراتب الذي يُقسّم لتسديد القروض والديون، وتُستنزف فيه الكرامة التي كانت محفوظة في عهد المواشي وبيادر القمح والمناجل التي بيعت لاستكمال التعليم العالي الذي تم تسليعه، وفشل في أن يكون رافعة للعدالة الاجتماعية، بل تحول إلى عبء يُقاس بعدد الأقساط، ولا يتيح من الفرص ما يُكافئ الجهد والمال المبذول، ولا يعيد للمجتمع ما فقده من دور إنتاجي ومكانة رمزية، بل أدى لمفاقمة أزمة البطالة التي بلغت أعلى مَدياتها الوطنية في لواء ذيبان، بنسبة تصل إلى 26% 

لا يزال الذيبانيون يرسلون أبنائهم إلى الجامعات، ويبيعون ما بقي لديهم من أراضٍ ومواشي لدفع أقساط الدراسة، وهم يدركون أن الشهادة الجامعية لا تعني ضمان الوظيفة، لكنهم يحبون التعليم، لأنهم يعرفون أن الجهل يكرّس التهميش الذي يحرصون على مقاومته، ومع ذلك خذلتهم الحكومات المتعاقبة ولم تحترم هذا التوجه النبيل، فقد مضى أكثر من عقدين على الوعد الملكي بإقامة كلية جامعية في ذيبان دون أن يتحقق، وتُرك اللواء بلا مؤسسة تعليم عالٍ، وكأنه مكتوب على أبناءه التعب مضاعفاً لأجل المعرفة. مع ذلك، يحتفل الذيبانيون سنوياً بتخرج أبنائهم من الجامعات البعيدة، فهم يعتبرون كل شهادة، انتصاراً على الجغرافيا وعلى السياسات وعلى الخذلان 

لواء ذيبان خندق وطني، ومعقل من معاقل الولاء والانتماء، وأهله يؤمنون بالله، ثم الوطن والملك، لكنهم سئموا من تعليق الآمال على الحكومات المتعاقبة لإنصافهم من الناحية التنموية، ولذلك فإنهم الآن يدّخرون رصيداً هائلاً من العتب الذي يرتسم على وجوههم اليائسة من الوعود، وطرقاتهم الخالية من المشاريع، وهو ما يُنذر بولادة حالة سياسية - اجتماعية ذات مفاعيل قد تكون بمستوى سابقاتها، وهذا واقع أدعو رئيس الوزراء د. جعفر حسّان الذي يتبع نهجاً ميدانياً في ممارسة عمله للاطلاع الشخصي عليه، والاستجابة له بإطلاق برنامج وطني عاجل لتنمية الأطراف، يبدأ من ذيبان بوصفها عنواناً للوجع الوطني المتراكم ورمزاً لصبر الأردنيين على وعود لا تتحقق
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير