البث المباشر
2303 أطنان من الخضار ترد للسوق المركزي اليوم منتخب الواعدات يتوج بلقب بطولة غرب آسيا لكرة القدم غوتيريش يدين الهجوم على قاعدة أممية بالسودان المنتخب الوطني يلتقي نظيره السعودي في نصف نهائي كأس العرب غدا شموسة القاتلة … أجواء باردة نسبيًا اليوم وأمطار متوقعة مساء الغد أجواء باردة ومنخفض جوي يؤثر على المملكة مساء الاثنين تحرير الفضاء العام الأردني. فزّاعة "القواعد الأميركية" في الأردن! الاردن يدين الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قوات سورية وأميركية في سوريا ولي العهد يطمئن على صحة اللاعب يزن النعيمات هاتفيا الأردن يدين مصادقة اسرائيل على إقامة 19 مستوطنة في الضفة مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي العجارمة والعمايرة والرحامنة والنجار وأبو حسان المهندس محمد خير محمود داود خلف في ذمة الله "حين تُنصف الدولة أبناءها التوجيهي الأردني 2007 بين عدالة القرار وكرامة الفرصة" دبلوماسية اللقاء والعبور: قراءة في حركة السفير الأمريكي ودورها في النسيج الأردني البنك الإسلامي الأردني يحصد جوائز مرموقة من مجلة (World Finance) للعام 2025 أمين عام وزارة الاتصال الحكومي يعقد لقاءات ثنائية في قمة "بريدج 2025" حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام المنطقة العسكرية الشرقية تحبط 4 محاولات تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة

لواء ذيبان: من حاضرة مؤاب إلى خانة الأقل حظاً !

لواء ذيبان من حاضرة مؤاب إلى خانة الأقل حظاً
الأنباط -
لواء ذيبان: من حاضرة مؤاب إلى خانة الأقل حظاً ! 

على هامش خرائط التنمية، تُرسّخ ذيبان حضورها كصوتٍ يمثل الأطراف المُهملة في حسابات المركز الذي لا يشعر بالإحراج وهو يُعاين أحوالها التي أصبحت مشهداً مألوفاً في فيلم التهميش الأردني. ذيبان التي أدار ميشع منها مملكته المؤابية التي يعود إليها الأردنيون لإثبات عُمقهم التاريخي، صار اسمها يُدرج ضمن خانة المناطق "الأقل حظاً" في التقارير الرسمية، كأنها لم تكن يوماً عاصمة لمملكة، ولا نقطة انطلاق لخطاب الهوية الوطنية الأردنية. 

 تختزن ذيبان من المقومات ما يؤهلها لتصبح نموذجاً تنموياً متقدماً، إلا أن الواقع فيها يعكس اختلالاً في التخطيط الحكومي وتراجعاً ملموساً في القطاعات الحيوية. في ذيبان، مواقع أثرية ذات امتداد ديني وتاريخي لكنها ليست مدرجة على مسارات السياحة. سدّا الموجب والوالة لا يرويان عطش البشر والشجر فيها، بل يرويا قصة من الفشل في إدارة الموارد الطبيعية. سهول ذيبان التي كانت سلّة غذاء لأهلها تحولت تدريجياً إلى فضاءات جرداء بفعل الإهمال، وكأنها تدفع ثمن غياب التخطيط والعدالة في توزيع الموارد

اقتصاد اللواء من الناحية التاريخية اعتمد على الزراعة والرعي كمصدرين رئيسيين للدخل، ولكن التحول في نمط الإنتاج بشكل جذري أدى لتفكيك الدورة الاقتصادية المحلية وتحويل المجتمع من طرف منتج إلى طرف مستهلك ينتظر الراتب الذي يُقسّم لتسديد القروض والديون، وتُستنزف فيه الكرامة التي كانت محفوظة في عهد المواشي وبيادر القمح والمناجل التي بيعت لاستكمال التعليم العالي الذي تم تسليعه، وفشل في أن يكون رافعة للعدالة الاجتماعية، بل تحول إلى عبء يُقاس بعدد الأقساط، ولا يتيح من الفرص ما يُكافئ الجهد والمال المبذول، ولا يعيد للمجتمع ما فقده من دور إنتاجي ومكانة رمزية، بل أدى لمفاقمة أزمة البطالة التي بلغت أعلى مَدياتها الوطنية في لواء ذيبان، بنسبة تصل إلى 26% 

لا يزال الذيبانيون يرسلون أبنائهم إلى الجامعات، ويبيعون ما بقي لديهم من أراضٍ ومواشي لدفع أقساط الدراسة، وهم يدركون أن الشهادة الجامعية لا تعني ضمان الوظيفة، لكنهم يحبون التعليم، لأنهم يعرفون أن الجهل يكرّس التهميش الذي يحرصون على مقاومته، ومع ذلك خذلتهم الحكومات المتعاقبة ولم تحترم هذا التوجه النبيل، فقد مضى أكثر من عقدين على الوعد الملكي بإقامة كلية جامعية في ذيبان دون أن يتحقق، وتُرك اللواء بلا مؤسسة تعليم عالٍ، وكأنه مكتوب على أبناءه التعب مضاعفاً لأجل المعرفة. مع ذلك، يحتفل الذيبانيون سنوياً بتخرج أبنائهم من الجامعات البعيدة، فهم يعتبرون كل شهادة، انتصاراً على الجغرافيا وعلى السياسات وعلى الخذلان 

لواء ذيبان خندق وطني، ومعقل من معاقل الولاء والانتماء، وأهله يؤمنون بالله، ثم الوطن والملك، لكنهم سئموا من تعليق الآمال على الحكومات المتعاقبة لإنصافهم من الناحية التنموية، ولذلك فإنهم الآن يدّخرون رصيداً هائلاً من العتب الذي يرتسم على وجوههم اليائسة من الوعود، وطرقاتهم الخالية من المشاريع، وهو ما يُنذر بولادة حالة سياسية - اجتماعية ذات مفاعيل قد تكون بمستوى سابقاتها، وهذا واقع أدعو رئيس الوزراء د. جعفر حسّان الذي يتبع نهجاً ميدانياً في ممارسة عمله للاطلاع الشخصي عليه، والاستجابة له بإطلاق برنامج وطني عاجل لتنمية الأطراف، يبدأ من ذيبان بوصفها عنواناً للوجع الوطني المتراكم ورمزاً لصبر الأردنيين على وعود لا تتحقق
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير