البث المباشر
محادثات برلين الأمريكية–الأوكرانية تحقق تقدماً كبيراً تركيا: توقيف شخصين بتهمة ذبح الخيول وبيع لحومها في إسطنبول الارصاد :منخفض جوي يؤثر على المملكة وأمطار متوقعة وتحذيرات. هل يفعلها الرئيس؟ حادثة تدمر وتبعاتها على الحكومة السورية الانتقالية. حسين الجغبير يكتب : متى نتعلم الدرس جيدا؟ الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني

الجنوب السوري.. قلب التحرير وركيزة الاستقرار

الجنوب السوري قلب التحرير وركيزة الاستقرار
الأنباط -

الأنباط – نعمت الخورة

ينظر إلى الجنوب السوري، الذي يضم محافظات درعا، السويداء، والقنيطرة، على أنه منطقة استراتيجية ذات أبعاد جغرافية وسياسية بالغة الحساسية. فهذه الرقعة الحيوية تشكّل بوابة سوريا الجنوبية، وتمتد بمحاذاة حدود الأردن لمسافة تزيد عن 370 كيلومترًا، وتجاور الجولان المحتل، مما يجعلها عنصرًا محوريًا في معادلة الأمن الإقليمي.
جغرافيًا، يشكل معبر نصيب – جابر الرابط التجاري الأهم بين سوريا والأردن، والذي يمثل بدوره منفذًا لسوريا إلى الخليج العربي، كما يُعد الجنوب السوري حلقة وصل طبيعية بين الشام والجزيرة العربية.
أما سياسيًا، يحمل الجنوب رمزية وطنية فمن درعا انطلقت شرارة الحراك السوري ضد النظام السابق عام 2011، ما أكسبه مكانة خاصة في الوعي السوري.
هذه الرمزية جعلته نقطة انطلاق للرئيس أحمد الشرع في مشروع التحرير وإعادة توحيد البلاد، انطلاقًا من الجنوب كمنصة توافق وطني ومركز تعبئة مدنية وعسكرية.
اليوم، بعد عودة الاستقرار إلى معظم أراضي سوريا بقيادة الحكومة الموحدة، يؤكد الرئيس الشرع أن "الجنوب هو قلب التحرير وركيزة إعادة بناء سوريا”، في إشارة إلى الأهمية المركزية لهذه المنطقة في خارطة التنمية والأمن.

الجنوب ومعادلة الأمن والاستقرار

يؤدي الجنوب السوري اليوم دور خط الدفاع الأول في حماية الحدود السورية - الأردنية. وبعد سنوات من الانفلات الأمني، تمكنت السلطات من تفكيك غالبية شبكات التهريب والجريمة المنظمة. وإغلاق المعابر غير الشرعية، وإنشاء غرفة تنسيق أمنية مشتركة مع الجانب الأردني لتبادل المعلومات وتنفيذ دوريات حدودية.
وبحسب مصادر رسمية أردنية، تم تسجيل انخفاض بنسبة 80% في محاولات التهريب خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، ما وفر للأردن عمقًا استراتيجيًا وأمانًا حدوديًا غير مسبوق.

عودة الشريان التجاري وبوابة التنمية
وبعد تأمين معبر نصيب – جابر وعودته للعمل، استُعيدت حركة البضائع والمسافرين بشكل طبيعي، مما أنعش التجارة بين الأردن وسوريا، وفتح الباب مجددًا أمام تصدير المنتجات السورية إلى الخليج والعراق عبر الأراضي الأردنية.
محافظات الجنوب، وعلى رأسها درعا والسويداء، تُعد سلة غذاء رئيسية، تغذي السوقين السوري والأردني بالخضروات والفواكه، في ظل اتفاقيات تعاون بين التعاونيات الزراعية والشركات التجارية في البلدين.
وفي سياق التنمية، شهدت درعا اجتماعًا بين المحافظ ووزير الاقتصاد والصناعة لوضع خريطة استثمارية متكاملة للمحافظة. إضافة لمشروع مدينة صناعية متطورة تراعي ميزات المنطقة، ودراسة خطة لتذليل العقبات أمام المستثمرين وتعزيز التوظيف والنمو المحلي.

محور توازن وتحالفات محتملة

استقرار الجنوب السوري ينعكس بشكل مباشر على أمن المنطقة، ففي الأردن تعزز التعاون الأمني والاقتصادي، وظهر الجنوب كقاعدة لتحالف استراتيجي محتمل.
أما في لبنان، فتراجعت عمليات التهريب نحو الداخل اللبناني. وفي الخليج والعراق، عزز الجنوب الحركة التجارية الإقليمية وفتح آفاقًا لمشاريع بنى تحتية إقليمية، منها مناطق تجارة حرة وطرق دولية.


بوابة الغد واستقرار الجوار

وفي النهاية، لم يعد الجنوب السوري مجرد نقطة تماس حدودية، بل أصبح ركيزة أمنية واقتصادية لسوريا والمنطقة. ففي الملف الأمني تم ضبط الحدود وتعزيز التنسيق مع الأردن. واقتصاديًا، تم تحريك عجلة التجارة والإنتاج الغذائي. أما إقليميًا، فتلوح في الأفق توازنات استراتيجية وشراكات تنموية محتملة.
وتحت قيادة الرئيس الشرع، تحوّل الجنوب إلى حجر أساس في مشروع إعادة الإعمار وصياغة دولة جديدة، متماسكة وآمنة. وبذلك، فإن استقرار الجنوب يُعد استثمارًا مباشرًا في مستقبل سوريا، وضمانًا لمحيط إقليمي أكثر أمنًا وازدهارًا.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير