التوتر يجعلك تفرط في الأكل؟! لمرضى الحموضة.. طبيب يكشف 4 أطعمة يجب الابتعاد عنها فورا 5 أطعمة تقلل أثر الإجهاد الحراري على الجسم والبشرة الأردن: إن كانت الإنزالات الجوية ستنقذ حياة طفل فلسطيني واحد سنقوم بها عيد ميلاد سعيد حسين الجغبير مواطنون في المفرق يشكون من ضعف ضخ المياه و"اليرموك" تتعهد بالفحص الفوري حسين الجغبير يكتب : اجتماع حل الدولتين.. شكلي لكنه مهم لا تسرفوا في النقد على حماس لماذا تطول الحروب والصراعات في منطقتنا؟ منقذو غزة: متهمون في قاموس الحية السياسي مصدر لـ "الأنباط".. الوحدات على أعتاب تغيير فني.. إما بالإقالة أو الاستقالة "جرش 39": فعاليات فنية وثقافية على مسارح "ارتيمس" و "المصلبة" و"الساحة " الإدارية النيابية " تزور جمرك العقبة وتؤكد دعمها للجهود الجمركية . "الإدارية النيابية" تطلع على أداء شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ . "العمل النيابية": دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل ضرورة وطنية الصفدي ينعى النائب الأسبق عطا الشهوان حرير تساهم في تركيب أطرافًا صناعية لأطفال من غزة والأردن وتُجدد التزامها بالكرامة الإنسانية كفى خداعاً... حماس هُزمت وغزة احترقت بنار قيادتها.. حملة توعوية حول آثار التغير المناخي على البيئة البحرية في محمية العقبة البحرية العقبة الخاصة ووزارة النقل تبحثان تطوير منظومة النقل الشاملة في العقبة

رقمٌ في الإحصاء.. وصفرٌ في القرار

رقمٌ في الإحصاء وصفرٌ في القرار
الأنباط -
علي ابوخليل

في زحمة الخطابات الرنانة عن تمكين الشباب، تبقى كراسي صنع القرار حكراً على وجوهٍ اعتادت الجلوس عليها لعقود فالشباب الذين يشكلون 22% من المجتمع الفلسطيني بما يعادل 1.19 مليون شاب وشابة، رغم طاقاتهم الهائلة وأفكارهم الجريئة، يُحاصرون بين مطرقة التهميش وسندان الانقسام السياسي، في مشهدٍ يتكرر يومياً كأنه قدرٌ محتوم لكنّ السؤال الذي يطفو على السطح بإلحاح: إلى متى سيظلّ هؤلاء الشباب مجرد ديكورٍ في معرض القرارات الكبرى، بينما تُختزل أدوارهم في التطبيل للسياسات الجاهزة؟
 
الواقع المرير يقول إنّ الشباب الفلسطيني، رغم حماسهم وإبداعاتهم، يعيشون على هامش الحياة السياسية، ففي الوقت الذي تملأ فيه شعارات "التمكين" و"المشاركة" في البيانات الرسمية، نجد القيادات الحزبية تكرّس نفس الوجوه منذ سنوات، وكأنّ الزمن توقف عندهم، حتى الجامعات، التي يفترض أن تكون منصاتٍ للفكر والريادة، تحوّلت إلى ساحاتٍ للصراعات الحزبية الضيقة، حيث يُهدر طلابٌ كُثرٌ طاقاتهم في معارك جانبية بدلاً من صقل وعيهم السياسي، والأكثر إيلاماً أنّ بعض الشباب ينضمون للأحزاب دون فهم أيديولوجياتها، فقط بحثاً عن مظلةٍ تحميهم من براثن البطالة التي تصل نسبتها بين الشباب إلى 40% أو تمنحهم شرعيةً اجتماعيةً زائفة.
 
لكنّ الأزمة لا تكمن فقط في القشور السياسية، بل في القيود الذهنية التي زرعها الانقسام الطويل، فجيلٌ كاملٌ نشأ في ظلّ شح الانتخابات و عدم انتظامها، ومع كلّ يوم يمرّ تتعمق الفجوة بين طموحات الشباب الهائلة وبين نظام سياسي عاجز عن التطور، حيث تُختزل السياسة في نظر الكثيرين إلى لعبةٍ عقيمة لا طائل منها، حتى الأحزاب، التي يفترض أن تكون حواضنَ لصناعة القادة، أصبحت أشبه ببواباتٍ مغلقة أمام أيّ صوتٍ جديد، فكيف ننتظر من شابٍّ يكافح لتأمين قوت يومه أن يهتمّ بالعمل السياسي، بينما القرارات المصيرية تُتخذ خلف أبوابٍ موصدة؟

خلف هذه الصورة القاتمة، تبرز بين الحين والآخر بقع ضوء تثبت أنّ التغيير ممكن، فبعض المبادرات الشبابية استطاعت فرض تعديلاتٍ صغيرة لكنّها رمزية داخل المنظومة الشبابية للاحزاب، وهناك من يسعى لتفعيل قرارات دولية تدعم مشاركة الشباب كتفعيل القرار الاممي 2250، أو من يحاول بناء حركات مستقلة بعيداً عن الصراعات القديمة، هذه المحاولات، وإن بدت كقطرةٍ في محيط، إلا أنها تذكّرنا بأنّ التغيير يبدأ دوماً من الأسفل، فالشباب ليسوا بحاجةٍ لمن يمنحهم شرعيةً، بل لمن يفسح لهم المجال كي يثبتوا أنّهم قادرون على حمل الراية.
 
المسألة ليست مجرد أرقامٍ أو نسب تمثيل، بل هي اختبارٌ حقيقيّ لإيمان المجتمع بمستقبله، فالشباب ليسوا "قيادات الغد" كما يُردد البعض، بل هم شركاء اليوم الذين يمتلكون رؤيةً مختلفةً لمشاكل العصر، ربما تكون المعركة طويلة، لكنّ التاريخ يُعلّمنا أن كلّ تحوّلٍ كبيرٍ بدأ بخطوةٍ صغيرة، والسؤال الآن: هل نستحقّ أن نكون جيلاً يُغيّر المسار؟
تغيير.. تغيير.. تغيير.. متى نتحول من الهتاف له إلى صناعته؟!


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير