إصابة نائب تركي باعتداءات على نشطاء "قافلة الصمود" في مصر مسؤول إيراني كبير: سنستهدف قواعد الدول التي تدافع عن إسرائيل ‏إسرائيل توقف ضخ الغاز عن الأردن ومصر بسبب الحرب من منزل السفير الأردني تكريم وداعي للدكتورة أبو غزالة وزير الاتصال الحكومي: الأجهزة المختصة تتعامل بكفاءة مع الظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة الملكية: رحلات يوم غد من الثامنة وفق مواعيدها ما لم تطرأ أية مستجدات تستدعي التأجيل وسائل اعلام اسرائيلية : إيران اطلقت بين 150 و200 صاروخ تجاه إسرائيل بيان صادر عن القوات المسلحة الأردنية أكسيوس: الضربة الإسرائيلية على ايران استغرق تخطيطها 8 أشهر ‏الصين نتابع عن كثب الهجوم الإسرائيلي على إيران الملك يؤكد خلال اتصال تلقاه من ماكرون ضرورة التحرك الفوري والعاجل لوقف التصعيد الخطير بالمنطقة خليل النظامي يكتب:حكاية أمنية من جبال سوف الى قلعة الكرك الأمن العام: لا يوجد أي إغلاقات للطرق وطريق البحر الميت سالكة الأمن العام يوضح مدلولات صافرات الإنذار ‏سوريا : اغلاق المجال السوري احترازيا وزير الخارجية يبحث مع نائب الرئيس الفلسطيني تداعيات العدوان الإسرائيلي على إيران بيان صادر عن حزب الميثاق الوطني وزير الخارجية ونظيره المصري يدينان العدوان الإسرائيلي على إيران سلاح الجو ينفذ طلعات لحماية المجال الجوي للمملكة وزير الخارجية: الهجوم الإسرائيلي على إيران يدفع المنطقة نحو هاوية حرب إقليمية

ليس حظرًا للدين… بل حماية للإسلام من التسييس

ليس حظرًا للدين… بل حماية للإسلام من التسييس
الأنباط -

 

 

خلدون خالد الشقران

 

يواجه الأردن اليوم تحديات معقدة تتطلب وعياً عميقاً وإرادة صلبة في التعامل مع كل من يحاول المساس بأمنه واستقراره. فمع تصاعد خطاب بعض الجهات التي تتخفى وراء الدين، بات واضحاً أن استغلال الدين لأغراض سياسية لم يعد مجرد حالة معزولة، بل أصبح تهديداً لوحدة المجتمع وأمن الدولة.

 

ليس خافياً أن بعض الجماعات، ممن تراجع حضورها الشعبي وأدواتها السياسية، لجأت إلى تبني خطاب يوحي وكأن الأردن مستهدف بالإرهاب بشكل دائم، محاولة بذلك زرع الخوف والريبة في نفوس المواطنين، وكأنها تبرر لنفسها العودة إلى المشهد من بوابة الفوضى. إلا أن الدولة الأردنية، التي تأسست على قيم الاعتدال والوسطية، كانت ولا تزال بالمرصاد لكل من يحاول زعزعة الاستقرار أو ترويج ثقافة التطرف، سواء أكان ذلك تحت عباءة دينية أو شعارات سياسية.

 

ومن هنا، يتجلى الموقف الحاسم للدولة في التعامل مع الجماعات التي تسيء استخدام الدين، دون أن يكون ذلك بأي حال من الأحوال استهدافاً للإسلام أو تعاليمه السمحة. فالأردن، بقيادته الهاشمية، يعتز بانتمائه الإسلامي المعتدل، وبتاريخه القائم على احترام الأديان وتعزيز قيم التسامح والمحبة بين الجميع.

 

الإجراءات التي اتخذت تجاه بعض الجماعات والتنظيمات جاءت لحماية الدين نفسه من التسييس وللحفاظ على طهارته، بعيداً عن التوظيف السياسي الذي لا يخدم إلا أجندات ضيقة تتناقض مع مصلحة الوطن العليا. فالدين في الأردن، كما هو عبر تاريخه، رسالة رحمة، لا أداة صراع أو صدام.

 

لقد علمتنا التجربة أن حماية الدولة من خطاب الفتنة مسؤولية جماعية، تبدأ بالتصدي لمحاولات تغليف المشاريع السياسية بغطاء ديني، وتمتد إلى تعزيز الفكر المستنير الذي يحترم قيم الإسلام الحقيقية، ويؤمن بالتعددية والعيش المشترك.

 

الأردن اليوم، وهو يواجه هذه التحديات، يثبت مرة أخرى أنه يقف بثقة وصلابة إلى جانب الاعتدال، مدافعاً عن هوية دينية خالية من الغلو والتطرف، ومكرساً لنهج الدولة الذي يحفظ للمجتمع توازنه، ويحمي للأجيال القادمة أمنهم واستقرارهم.

 

و إن من يحاول تصوير الإجراءات القانونية التي تتخذها الدولة وكأنها موجهة ضد الإسلام، إنما يسيء إلى الإسلام نفسه قبل أن يسيء إلى الوطن. فالإسلام في الأردن كان وسيبقى دين الرحمة والمحبة، بعيداً عن مشاريع الاستغلال والتسييس.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير