البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

فى وداع البابا فرنسيس ؛

فى وداع البابا فرنسيس ؛
الأنباط -
د. حازم قشوع
 
ودع العالم أجمع المرجعية الدينية المرموقة بتحية سلام وعنوان محبة، ضمن حشد امه الفاتيكان تضمن رؤساء دول وسياسيين والاف من أصحاب الرأى ومئات الآلاف من المريدين والأنصار، جاء ذلك ضمن جناز مهيب وقف الجميع فيه يودعون صاحب الكلمة المؤثرة التي قدمت للإنسانية روح الكاثوليكية " الجامع " ورسالة الحق وانصاف على كافة الاصعدة، كما قدمت شخصيته عبر مسيرته حالة عطرة لما تحملته من عناوين تجاه التعايش الديني، وما أكدت عليه من عميق إنصاف للقضية المركزية للأمة في الجانب السياسي عندما أكد على ضرورة تحقيق حل الدولتين للحل في عقدة النزاع، كما قام باعترف بالدولة الفلسطينية عندما جعل من التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني يرتقي إلى مستوى سفير بين البلدين.
 
وهذا ما جعل من قداسة البابا فرنسيس يدمج ما بين صوت الحق المنبثق من تعليمات اللاهوت الدينية مع ما تقف عليه دولة الفاتيكان من مبادئ راسخة من الناحية الدبلوماسية، وهو ما جعل من البابا فرنسيس يقف مع الحق ولا يبالي بحجم النفوذ الإسرائيلي المناوئ لفلسطين القضية، فيقوم البابا فرنسيس بنصرتها بالشق السياسي كما عمل على دعمها فى الشق الانساني وذلك عبر تأييده لمسألة إغاثة أهل قطاع غزة ومعارضته للتهجير، وهذا ما جعل من البابا يرسم صوره صادقه بين ما يقف عليه قيميا وما يقوم على تنفيذه سياسيا مجسدا بذلك صوت الحق ومؤكدا عبر مواقفه على صوت العدالة فى ترسيم حق تقرير المصير ضمن عناوين العدالة التى تجسدها فلسطين أيقونة الحرية.
 
ان البابا فرانسيس وهو يغادر الدنيا الى الملكوت الأعلى تاركا ارثا عميقا في نفوس البشرية وجموع المتابعين إنما ليرحل عنا فى روحه لتبقى مسيرته العطرة حاضرة في نفوس البشرية يستهدى بهديها كل من هو مؤمن بالسلام ويحرص على تحقيقه من أجل سلامة النفوس البشرية من التطرف والغلو، وسلامة المجتمعات من ادران الإرهاب وسوط القوه الذى ما فتئ يتم استخدامها لفرض سياسة الأمر الواقع بعدما أخذ هؤلاء يتبعون منهجية التباين المعرفي التي تزور الحقائق وتسويف المصوغات وتكفير الحقيقة عن بيانها الناصع عبر ترسيم حاله انطباعية مزيفة تستند لواقعية التفوق لفرض الاخضاع، وهذا ما جعل من قداسة البابا فرانسيس يشكل نموذجا داعما للحق والحقائق وروح القانون الدولي الإنساني بكل عناوينه وذلك بشمولية طرح موضوعية البيان.
 
ولأن البابا فرنسيس كان يعتبر الأردن مركزا للأراضي المقدسة كونها عنوان تعميد المسيح عليه السلام على الضفة الشرقية لنهر الأردن على يد النبي يحيى ( يوحنا المعمدان )، والأردن كانت تعتبر عند البابا فرنسيس تشكل نهر الخلود لديه بنبض النهر المقدس بقدسية مكانته عند السيد المسيح كونه حمل عنوان التعميد والطهارة، وهذا ما جعل من زيارة البابا لنهر الأردن تعتبر زيارة واجبه فى المضمون اللاهوتي، كما عند رأس المرجعية الكهنوتية بوصلة عنوانها كعنوان روما حيث كل الطرق تؤدي الى الجامع المقدس ونهره الخالد، وهذا ما جعل من زيارة البابا للمغطس واجب التكليف ولا تحمل هيئة زيارة تشريف، الأمر الذى جعل من البابا فرنسيس ينسج علاقة خاصة مع الأردن كما مع قيادته الهاشمية التي ارتبط معها بعلاقة عميقة ووثيقة جعلت الشعب الأردني كما الفاتيكان يشكل رمزية ومكانة بدلالة التعايش الحضاري والرسوخ القيمي بدلالة جغرافية المكان.
 
من هنا جاءت مشاركة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله فى جناز البابا فرانسيس لتؤكد هذه المشاركة بعظيم معناها على عمق العلاقة التي تجمع الأردن بالفاتيكان، والتي يقف على رأسها صاحب الدوحة الهاشمية والولاية المقدسية والبابا فرنسيس جامع فسيفساء مجاميع الكاثوليك المسيحي، والذي تودعه الإنسانية ونعزي حاضرته كل البشرية، وهذا ما جعل من وداع البابا وداع سلام.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير