البث المباشر
منتدى التواصل الحكومي يستضيف مدير دائرة ضريبة الدخل والمبيعات لجنة السينما في "شومان" تعرض الفيلم السنغالي "بانيل وأداما" غدا الفيصلي بين عمالقة القارة في سجل دوري أبطال آسيا 2 المدن الصناعية الاردنية تستقطب 211 استثمار جديد خلال العام 2024 بقيمة 240 مليون دينار "طلبات" الأردن تضم السكوتر الكهربائي بالبطارية القابلة للاستبدال لأسطولها بني مصطفى تلتقي السفير التركي في عمان "الاقتصاد الرقمي" تُحدّث أنظمة عدد من المؤسسات الحكومية "الضمان": رواتب المتقاعدين في الحسابات البنكية الخميس المومني : الاستقلال ارادة وتلاحم بين القيادة والشعب لبناء دولة قوية ذات سيادة ومكانة وزير المياه والري يستعرض مع مندوبة وزير التعاون الدولي الهولندي التحديات المائية والمشاريع المشتركة الكرك: زيارة تفقدية لمدير عام شركة مياة العقبة أمانة عمّان تحدد مواقع حظائر بيع الأضاحي وتستقبل الطلبات إلكترونيا وفاة أربعيني بصعقة كهربائية في الأغوار الشمالية البنك الإسلامي الأردني ينظم حملة للتبرع بالدم وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا... الأرصاد: الموسم المطري ضعيف والأغوار الجنوبية الأفضل أداءً بنسبة 79% تراجع أسعار النفط عالميا المواصفات: المترولوجيا محطة فارقة نحو نظام قياس يخدم جميع الأوقات وكل الناس منطق الرؤى السردية وسحر الوصف في "وانشق القمر" لـ"سمر الزعبي" ماذا لو أصرّت المناهج على جمودها؟!

الإسلاميون وقضية المؤامرة: ارتباك وتناقضات

الإسلاميون وقضية المؤامرة ارتباك وتناقضات
الأنباط -

أحمد الضرابعة

لا يمكن التسامح مع أي محاولة لكسر احتكار الدولة للقوة واستخدامها، هذا أمر بَدهي في أي نظام سياسي يسعى للحفاظ على الاستقرار وضبط الأمن، ولا يمكن تبرير مخالفة ذلك بأي ذريعة.

بالنظر إلى التفاعل السياسي للإسلاميين مع قضية المؤامرة، يمكن ملاحظة ارتباكهم في التعامل مع تداعياتها، حيث بدا أنهم يفتقرون إلى استراتيجية واضحة للتعامل مع الاتهامات والانتقادات الموجهة إليهم، وكان الارتجال السياسي عنوانًا لتحركاتهم في مواجهة الأزمة، وهو ما أضعف صورتهم أمام الرأي العام.

ربما تصلح الجلسة النيابية حول قضية المؤامرة لاختبار دقة هذا التوصيف، حيث ظهر الإسلاميون في موقف دفاعي ضعيف وسط هجوم نيابي حاد، وكان ملفتًا هو ميل الصقور منهم للتهدئة على نحو غير متوقع، وربما يكون هذا تكتيك سياسي ناجح، لكنه لن يظل صالحًا للاستخدام إذا ما تم الانتقال إلى جولة أخرى من التصعيد السياسي ضدهم، ما لم يقوموا بخطوتين على أقل تقدير، لإثبات انحيازهم (الوطني)، الأولى منهما، تتمثل بإصدار بيان يدين المؤامرة بشكل واضح دون أي تورية أو مواربة، والثانية، إعلان فك ارتباط جبهة العمل الإسلامي بجمعية الإخوان المسلمين، ومن دون القيام بذلك، أعتقد ستكون هناك سلسلة من الإجراءات التي ستُتخذ في سياق إعادة ترتيب المشهد السياسي بما يضمن الحفاظ على استقرار الدولة وسيادة القانون .

تفاعل الإسلاميون مع الجدل السياسي الذي أعقب كشف المؤامرة بشكل زاد الطين بلّة، فقد ارتأوا أن أفضل وسيلة للدفاع عن موقفهم، هي الهجوم على منتقديهم، ولكنهم أثناء ذلك كشفوا عن حقائق لافتة للنظر، أهمها التناقض الواضح في مواقفهم السياسية والذي تثبته ثلاثة أمثلة، أولها استنكارهم اللفظي لأي عمل يهدد أمن الوطن واستقراره وتبرير بعضهم لتصنيع الصواريخ والمُسيرات من أجل المقاومة. المثال الثاني تجلى في دعوتهم لحظر النشر في قضية المؤامرة، رغم رفضهم لهذا الإجراء في قضايا سابقة. أما الثالث والأهم، هو إشادتهم بمكافحة الجرائم الإلكترونية والقبض على مواطنين تحت هذا البند، رغم شراستهم في رفض هذا النهج واعتراضهم على قانون الجرائم الإلكترونية أثناء تشريعه. يكشف ذلك عن ميول الإسلاميين لفعل الشيء ونقيضه إذا ما اقتضت مصالحهم ذلك.


أوقع الإسلاميون أنفسهم في مأزق سياسي قد يكلّفهم وجودهم على الساحة الأردنية، بسبب إصرارهم على معاندة الواقع الجديد الذي يتشكل، ولم تكن الجلسة النيابية الأكثر سخونة في العمل البرلماني منذ سنوات، إلا تعبير عن حالة التوتر السياسي التي تسود المشهد الأردني، وعليه، فإن الإسلاميين بحاجة إلى إعادة تقييم مواقفهم ومسارهم في التعامل مع قضية المؤامرة على نحو عاجل، قبل أن يدفعوا ثمنًا باهظًا، لطالما استبعدوه.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير